يحلو الحديث عنها، فعشاقها تخطوا الحدود، وهي سليلة الشجرة التي كلما تقدمت بها السنون ازدادت فروعا وأغصانا، بل واتسعت مساحتها، لتصبح رواية العرب المحببة. هي باختصار فاتنة، تلبس فستانا ممتدا من البحر إلى البر، كيف لا وملامحها تشبه زرقة السماء ورمال الصحراء، لذلك أحبها البدو والحضر، وهام عشاق البحر والبر في مفاتنها. لم تذبل ورودها، ولم تذهب رائحتها، فهي المكان والزمان، بكل اللغات. يعجبني في طلتها ان كل الصور تمسح إلا صورتها، وكل الجمال يغيب بحضرتها، وكل الكلمات تتوقف ساعة طلتها. هي باختصار جميلة الجميلات، في جوهرها ومظهرها، في قديمها وجديدها، في حضورها وغيابها . عشقها الملايين، ولكنها في كل منازلة تشكل حالة فرح عارم للبعض، وحزنا قاتما للبعض الآخر، وفي بعض الأحيان ترضي الطرفين، لتنام عاصمة العرب قريرة العين. شكل الرقم ( 9) في حضوره وغيابه جدلية تاريخية في (أسطورة) الجمال، وغنى كل العشاق له قصيدة الإنجاز، ومازال يشكل جدلا ما بين البحر والبر. وما بين ماجد وسامي يمتد النهر لأقصى مدى لتزدان الجميلة، وأعني بها مواجهة الزعيم والعالمي، في كل محطة بحكاية جديدة تفتح من خلالها الملفات، إلا ملف واحد وهو سر هذه المباراة التي بقت فتية لا يكسرها الروتين، ولا يقلل من أهميتها موقع الفريقين، ولا تخضع لأية مقاييس مسبقة، فهي وليدة التسعين دقيقة، وهدير المدرج. الهلال والنصر، أو النصر والهلال رواية لا تمل من قراءتها، ولا من إعادة فصولها، ولا حتى من تذكار نتائجها. يحلو في ضيافتها الحديث من قبل ومن بعد؛ لأنها حديقة تمتع الناظرين، وفلسفة يعشقها (المناكفون) وقضية لم يتحملها ملف -بالإذن من أبو بكر سالم- وهي العقل والعاطفة معا. الخلاصة.. الليلة النصر والهلال، يحلو بها السهر والسمر، فهي جامعة الخليج، ولا مانع أن تكون في نهاية المطاف مفرحة للبعض، وحزينة للبعض الآخر، أما المحايدون الذين عشقوا الفن والمتعة فهم الرابح الأكبر.