أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع حرص الهيئة الملكية على التعاون والتكامل مع الجهات المختلفة من القطاعين العام والخاص من أجل ضمان نجاح المشاريع الاقتصادية والتنموية في المدن التابعة لها، وتوفير كافة الخدمات عالية المستوى للمستثمرين في مدنها. جاء ذلك إثر توقيع سموه مذكرة التفاهم التي أبرمتها الهيئة الملكية مع أرامكو السعودية لتنفيذ برنامج الصناعات البحرية في مدينة رأس الخير الصناعية على هامش المنتدى السعودي الرابع للصناعات التحويلية الذي انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء في مدينة الجبيل الصناعية. وتابع سموه : إن الهيئة الملكية منذ تأسيسها تعمل جنبا إلى جنب مع شركائها لإنجاز الأهداف التي أنشئت من أجلها وهي: توسيع القاعدة الإنتاجية للمملكة، وتنويع مصادر الدخل لدعم الاقتصاد الوطني. وبموجب المذكرة التي وقعها من جانب أرامكو السعودية المهندس أمين بن حسن الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين ستقوم أرامكو السعودية بإنشاء مجمع الصناعات البحرية على أن تقوم الهيئة الملكية بتوفير الطاقة الكهربائية والمنافع اللازمة للمجمع. كما ستعمل أرامكو السعودية على توفير الأراضي المخصصة للصناعات المساندة لمجمع الصناعات البحرية. وستقوم الهيئة الملكية بإنشاء البنية التحتية لهذه الأراضي المخصصة للصناعات المساندة للمجمع. وتخطط أرامكو السعودية لتطوير برنامج تدريبي متكامل للشباب السعوديين يؤهلهم للعمل في مجمع الصناعات والخدمات البحرية. وبهذه المناسبة قال رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر : "إن مشروع مجمع الصناعات البحرية في رأس الخير هو برنامج عملاق، وهو جزء من استراتيجية أرامكو السعودية المتوافقة مع توجهات المملكة في تحفيز إنشاء كيانات واعدة وتوطين قطاعات ناشئة تسرع من خطى التنويع الاقتصادي، وإيجاد الوظائف في المملكة. كما أن المشروع سيسهم في تمكين قطاع الطاقة السعودي بما فيه من تصنيع وخدمات من أن يصبح من بين الأكثر نشاطاً وتنافسية في العالم، ويصب في تحقيق أهداف برنامج "اكتفاء" لزيادة المحتوى المحلي إلى 70%". وتبلغ الحصة الحالية للمملكة من إجمالي المنتجات البتروكيميائية في العالم نحو 6%، وهي حصة يمكن زيادتها بشكل كبير لتتناسب مع قدرات المملكة وثروتها النفطية، حيث إن المملكة تقوم حاليا بتصدير الجزء الأكبر من إنتاجها من البتروكيميائيات على شكل منتجات أولية، فالفرص مواتية لإضافة القيمة إلى هذه المنتجات، وتحويلها إلى منتجات شبه نهائية ونهائية. وتشير التوقعات إلى أن التنويع في المواد الكيميائية المتخصصة سوف يعزز العوائد من مستوياتها الحالية التي تبلغ 500 دولاراً للطن تقريباً، إلى حوالي 2000 دولار للطن بحلول عام 2040. ويتطلب ذلك تضافر الجهود لإحداث نقلة نوعية في نموذج العمل الحالي، نحو منتجات متخصصة ومتكاملة مع الصناعات التحويلية كما هو متبع في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة. ومن المقدر أن تترجم القيم المضافة للطن الواحد من المواد الكيميائية المتخصصة إلى مساهمة أعلى لقطاع الصناعات الكيميائية في الناتج المحلي الإجمالي. ومن هذا المنطلق حرصت أرامكو السعودية على تأسيس مشروع بترورابغ مع شركة سوميتومو، الذي ستكتمل المرحلة الثانية منه - بإذن الله - خلال العام 2016، ليعزز التكامل مع أعمال المصفاة ويضيف منتجات جديدة ذات قيمة عالية للمملكة. كما حرصت أرامكو السعودية على أن يكون مشروع شركة صدارة، وهي مشروعها العملاق المشترك مع داو كيميكال، متميزا باشتماله على العديد من المعامل والمنتجات المتخصصة التي تصنع للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وسوف يضيف هذا المشروع مجموعة منتجات متميزة تكون أساسًا لصناعات تحويلية كإنتاج مواد التغليف المرنة عالية الأداء، والمواد المستخدمة في المجالات الصحية والطبية، والمواد المضافة المستخدمة في صناعة الزيت والغاز. الريادة في البحث ولأن العالم يتغير بشكل متسارع ونحن نخطو في أعماق القرن الحادي والعشرين، فإن الريادة في البحث والتطوير وتوطين التقنيات المتقدمة أصبحت أهم عوامل التمكين والمحافظة على الميزة التنافسية، خاصة في مجال مثل الصناعات الكيميائية التي تعتمد على المعرفة والابتكار. وقد جعلنا من البحث والتطوير والابتكار المحور الثالث من رؤية أرامكو السعودية لتطوير قطاع عالمي رائد في مجال التكرير والكيميائيات والصناعات التحويلية. وفي هذا السياق قمنا بتعزيز استثماراتنا في مجال البحوث والتطوير، وقد أثمرت هذه الجهود بأن أصبحت أرامكو السعودية في مصاف أعلى خمس شركات على صعيد الابتكار في صناعة البترول على مستوى العالم. كما نسهم في تعزيز منظومة البحث والتطوير في المملكة، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث، ومن بينها وادي الظهران للتقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. فنحن بحاجة إلى تطوير تقنيات محلية في مجال يمكن للمملكة أن تحقق فيه تطورا هائلا، خاصة فيما يتعلق بالتقنيات الإستراتيجية لتحويل الزيت الخام بشكل مباشر إلى مواد كيميائية، فمثل هذه التقنيات من شأنها أن تعطي للزيت الخام ميزة تنافسية مقارنة بالمواد الأخرى المستخدمة لقيمًا في قطاع الصناعات البتروكيماوية. وفي ضوء ذلك، تعكف أرامكو السعودية بالفعل على تطوير تقنية متطورة فيما يتعلق بتحويل الزيت الخام إلى مواد كيميائية بصورة اقتصادية، وتخضع هذه التقنية في الوقت الراهن للتجارب اللازمة. ولكي تتكامل المنظومة وتسهم في تحقيق قطاع عالمي رائد، يسهم في استدامة مسيرة التنمية الإقتصادية في مناطق المملكة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، كان لابد من الاستثمار في مقومات الإستدامة، وأهمها على الإطلاق تدريب وتوظيف الشباب السعودي وبناء القوى البشرية المؤهلة. وقبل تسعة أشهر، كان لأرامكو السعودية دور تأسيسي بالشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وبالتعاون مع مجموعة من الشركات بتدشين المعهد الوطني للتدريب الصناعي، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية. ويعد هذا المعهد، الذي يتخصص في صناعة التكرير والصناعات الكيميائية والتحويلية، الأكبر من نوعه على مستوى المملكة ومن بين الأكبر على مستوى العالم، وهو عبارة عن مجمع متكامل أشبه ما يكون بحرم جامعي، ومن أهم مقومات الاستدامة تحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية. وتعمل أرامكو السعودية في هذا الإطار بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة العامة للاستثمار في بناء مجمعات كبرى للصناعات التحويلية واستقطاب مقدمي الخدمات بالقرب من المرافق البتروكيميائية. وخير مثال على ذلك مجمع رابغ لتقنيات البلاستيك التابع لشركة (بترورابغ)، ومجمع الصناعات البلاستيكية والكيميائية (بلاس كيم) بالقرب من شركة صدارة. وأخيرا وليس آخرا، فإن من مقومات الاستدامة الضرورية توطين التصنيع وزيادة المحتوى المحلي في السلع والخدمات في قطاع الطاقة والكيميائيات. وقد أطلقنا مؤخرا برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد "اكتفاء"، ويهدف هذا البرنامج إلى زيادة المحتوى المحلي في مشترياتنا إلى 70% بحلول عام 2021. خلق فرص وظيفية ثم القى يوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي كلمة سلط خلالها الضوء على استراتيجية (سابك) لدعم تطوير الصناعات التحويلية، التي تعد مصدرا أساسيا لإيجاد الوظائف وتوفير فرص العمل للسعوديين، وحول مستقبل سوق العمل، قال البنيان : إن الملايين من السعوديين والسعوديات سيلتحقون بسوق العمل في المملكة، وسيحتاجون إلى الملايين من فرص العمل الجديدة، التي سيأتي معظمها من القطاع الخاص. وأضاف : "لذلك، فإن مواصلة تطوير الصناعات التحويلية في المملكة يمثل عنصرا أساسيا لتوفير عدد كبير من فرص العمل المستدامة للجيل القادم من السعوديين". ولتحقيق هذا الهدف، شدد الرئيس التنفيذي على أهمية تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة الخاصة بقطاع الصناعات التحويلية. مبيناً أن "هذه المشاريع هي التي تقود اقتصادات معظم البلدان الأكثر نجاحاً في العالم، لذلك تشهد المشاريع الصغيرة والمتوسطة نموا متزايدا، وتشكل حلقة الوصل التي تربط الصناعات الرئيسة بالمستخدم النهائي والزبائن، وينتج عن ذلك توفر الوظائف ونموها بشكل مطرد". كما ربط البنيان نجاح نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة بإيجاد "منظومة الدفع والسحب" الاقتصادية، موضحاً أن "الدفع يتم عن طريق شركات كبيرة، مثل (سابك) التي استثمرت مليارات الدولارات في الأصول والمنتجات والابتكارات. أما السحب فيتم من خلال مبادرات مهمة، مثل (الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية) التي تأسست بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة، و(أرامكو السعودية)، و(سابك)، بهدف تطوير صناعات جديدة في المملكة تتعلق بمعدات النفط والغاز، والنقل، والطاقة، والمياه، والمعدات الكهربائية، والبحرية. وستعمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة كحلقة وصل بين طرفي "الدفع" و"السحب". كذلك أوضح البنيان أن (سابك) قد صممت برامج نوعية لتحفيز نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وذكر منها : برنامج أكاديمية زبائن (سابك)؛ الذي يجمع قادة (سابك) مع الزبائن الحاليين والمرتقبين، من خلال مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل، لرصد الفرص المشتركة وتطويرها، وبرنامج (سابك) لدعم المحتوى المحلي؛ الذي يدعم الشركات التصنيعية المحلية ومقدمي الخدمات المحليين، لكي يصبحوا الموردين المفضلين لدى (سابك)، وبرنامج الأكاديمية لريادة الأعمال؛ الذي تستضيفه أكاديمية (سابك) لتطوير كوادر سعودية جديدة من أصحاب المشاريع. وبرنامج جائزة (سابك) للابتكار؛ التي أطلقتها الشركة العام الماضي بقيمة 10 ملايين ريال، لتحفيز وشحذ الهمم لتقديم أفكار متميزة وابتكارات جديدة في مجال البوليمرات الذكية بالمملكة. الامير سعود بن ثنيان يلقي كلمة في افتتاح المنتدى رئيس أرامكو أكد التزام الشركة بتطوير أعمال صناعات تحويلية بأعلى المستويات الامير سعود بن ثنيان يتجول في المعرض المصاحب