بعد أسبوع على قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله اللبناني جماعة إرهابية، تضع الجامعة العربية إيران والتصدي لتدخلاتها في المنطقة على طاولتها غدا الخميس في اجتماع على مستوى اللجنة الرباعية الوزارية التي تضم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ومصر والبحرين. واستمرت تدخلات طهران في البلدان العربية من دعم مادي وبالسلاح للحوثيين في اليمن ورئيس النظام السوري بشار الاسد وحزب الله اللبناني، فضلا عن محاولاتها لإثارة اضطرابات في المنطقة، على الرغم من تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني المحسوب على التيار الاصلاحي الحكم في 2013، ووصول ايران مع الغرب الى اتفاق بشأن ملفها النووي منتصف يوليو العام الماضي. ويعد هذا الاجتماع هو الثاني للجنة بعد اجتماعها الاول الذي عقد في ابوظبى نهاية يناير الماضي، وتم شكيل اللجنة الرباعية بناء على قرار صادر عن مجلس الجامعة العربية مختص بمناقشة التدخلات الايرانية المستمرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقال نائب الامين العام للجامعة السفير احمد بن حلي، في تصريحات للصحفيين: إن الامانة العامة تلقت تقارير من عدد من الدول العربية بشأن رؤيتها للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وما تعتبره تدخلا. وأكد بن حلي على أن هذه التقارير ستعرض على الاجتماع الثاني للجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة تطورات الازمة مع ايران مساء غد الخميس برئاسة دولة الامارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة. وأضاف: إن الاجتماع سيناقش كذلك سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وفق قرار مجلس الجامعة، لافتا إلى أن هذا الموضوع مدرج على اجندة الدورة 145 لمجلس الجامعة. وهذه الاجتماعات سرية ومحصلة اعمالها غير مطروحة على الملأ حتى الآن، حسب ما صرح مسؤول في الجامعة ل"اليوم". وأعلنت الرياض مطلع العام الجاري قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وامهلت افراد الممثلية الايرانية 48 ساعة لمغادرة اراضيها بعد الهجوم على سفارة وقنصلية المملكة، وتلا ذلك اعلان البحرين والسودان والصومال وجيبوتي قطع العلاقات مع ايران واستدعاء الامارات سفيرها في طهران واعلانها خفض تمثيلها الدبلوماسي في ايران. وطالب وزراء الخارجية العرب في قرارهم الصادر في يناير الماضي إيران بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية، ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية أو عبر دعم التخريب والإرهاب، والتحريض على العنف، أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين التي تعد تدخلا في الشؤون الداخلية للدول العربية المستقلة ذات السيادة ولا تساعد على بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تشكل خرقا للقوانين والأعراف الدولية ومبادئ الأممالمتحدة وميثاق جامعة الدول العربية. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي في يناير الماضي: إن "قرارات اجتماعات مجلس الجامعة ترفض تدخلات (ايران) في البحرين واحتلالها جزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث في الخليج العربي وتدخلها في أماكن كثيرة في المنطقة". وبداية الشهر الجاري، اعتبر مجلس التعاون الخليجي حزب الله -الحليف القومي لإيران في لبنان- "منظمة ارهابية" معلنا عزمه اتخاذ إجراءات بحقه.