تعرف الجودة بأنها مجموعة من الخصائص والمميزات لمنتج ما أو لعملية إدارية معينة تعبر عن تكامل الملامح والسمات بصورة تمكن من تحقيق المتطلبات بالصورة المرجوة. وعملية الجودة لا تأتي جزافا ولن تحصل عليها المنشأة بمجرد الحديث عنها، بل تحتاج إلى تخطيط مسبق وتنفيذ متقن وتحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة وأهمها اهتمام القيادات العليا في المنشأة بدور الجودة عبر التحديد الشامل للهياكل التنظيمية وتوزيع المسئوليات والصلاحيات وإيضاح الأعمال والإجراءات الكفيلة بمراقبة العمل ومتابعة تحقيق مستلزمات الجودة المطلوبة. والمنشآت الناجحة هي التي تكون واعية ومتيقظة على الدوام لما تقوم به من أعمال ومراقبة لطرق أداء الأعمال وتسعى دوما إلى تطوير طرق الأداء وتحسينها، وما نحن بصدده في هذا المقام هو توضيح عمليات إدارة الجودة في الإدارات الفنية المشرفة على الأعمال والمشروعات الإنشائية وتحديد السياسات والإجراءات والمسئوليات المحددة لتنفيذها.. التنظيم الاداري لعمليات ضبط الجودة يحبذ أن يتم تنفيذ عملية ضبط الجودة عبر مستويين إداريين مختلفين يكمل كل منهما الآخر ويعملان كأنظمة مراجعة وموازنة (Check & Balance) لضمان تطبيق نشاطات ضبط الجودة بشكل منتظم ومتواصل بواسطة الإدارة المشرفة. ويكمن المستوى الأول لضبط جودة الأداء في المسئولية المباشرة لمشرفي العقود ويتم تحديد هذا المستوى بواسطة مراقبي العقود والمفتشين عند تأديتهم لأعمالهم اليومية في مراقبة نشاطات المقاول لضبط جودة المواد والتأكد من توافقها مع المخططات والمواصفات ودليل ضبط الجودة المعتمد الخاص بالمقاول.. ويقوم المهندس الميداني بتوجيه الإرشادات المهنية للمقاول في جميع الأدوار المتعلقة بقبول الأعمال الإنشائية ويتمثل المستوى الثاني لضبط جودة الأداء في المسؤولية المنفصلة الواضحة لمهندس المشاريع ((Project Engineer من خلال عمله عن طريق الاخصائيين التابعين له لضمان تناسق إجراءات ضبط جودة الأداء. وفي ما يلي نذكر المسئوليات الإدارية المقترحة ومهام فرق ضبط الجودة للمستوى الأول والثاني مع ملاحظة أن سياسات ضبط الجودة هي كما يلي:- 1- يكون كل مقاول مسؤولا عن ضبط جودة المواد بالنسبة لمنتجاته وخدماته وفقا للمتطلبات المحددة في عقده. 2- تكون الإدارة المشرفة مسؤولة -من خلال تنفيذها للمستويين الأول والثاني من مهام ضبط جودة الأداء- عن ضبط جودة الأداء لنشاطات المقاول المتعلقة بضبط جودة المواد والتأكيد على جودة نتاج العمل. المستوى الاداري الأول: تشتمل مهام ضبط جودة الأداء على التالي:- 1- مراقبة ومعاينة إنتاجية العمل بشكل روتيني كنقاط الإيقاف لمعاينة العمل (Hold point) واختبارات المشاهدة ...الخ. 2- استخدام قوائم تفتيش الإنشاءات وذلك لمراقبة أعمال المعاينة التي يقوم بها المقاول في الأعمال المعمارية والمدنية والكهربائية والأعمال العامة والآلات والأجهزة الدقيقة والأعمال الميكانيكية وأعمال الأنابيب والتجهيزات والتركيبات وأعمال اللحام. 3- مراجعة دليل ضبط جودة المواد الخاص بالمقاول واعتماده مع المتطلبات المضمنة في العقد وكذلك مراجعة جميع متطلبات مواصفات العقد ذات العلاقة، ومراقبة أعمال المقاول للتأكد من مطابقتها لدليل ضبط جودة المواد المعتمد. 4- التأكد من أن المقاولين لديهم -كجزء من دليل جودة المواد- بيانات طرق العمل والإجراءات المنظمة لذلك ونموذج إيصال استلام ومناولة وتخزين المواد، ويجب أن يوضح النموذج الذي يستخدمه المقاولون أن المواد تتماشى بشكل كامل مع المواصفات وأنه تم إتباع الإجراءات المعتمدة. 5- المراجعة عن طريق القيام بمعاينات ميدانية دورية للتأكد من أن المقاولين يقومون بالمعاينات وفقا لإجراءاتهم المعتمدة، وان جميع المواد والمعدات التي تم استلامها مطابقة للمواصفات المعتمدة، وأنها قد حصلت على الاعتماد اللازم قبل جلبها للموقع. 6- مراجعة المواصفات والمخططات حتى يتم التعرف على نطاق العمل والمواصفات وذلك لتحديد متطلبات تقديم مستندات المقاول. 7- مراجعة مستندات المقاول الهندسية والتأكد من أن جميع المواد مقبولة من الناحية الفنية قبل تضمينها في العمل. 8- تنسيق إجراء اختبار فحص المواد الذي تقوم به الجهة المشرفة للتحقق من النتائج التي حصل عليها المقاول، والتأكد من ان الاختلافات بين نتائج الاختبار قد تمت تسويتها وتوثيقها. 9- إعداد تقرير تقييم الأداء ربع السنوي عن جودة إنتاجية المقاول وذلك وفقا للإرشادات. 10- التأكد من وجود مستندات ضبط جودة المواد المقبولة للأعمال المكتملة لبنود الدفع المعتمدة في الدفعات المرحلية. 11- التنسيق لمراجعة ملخصات نتائج ضبط جودة المواد التي يقدمها المقاول ومهندس المشروع الميداني، واتخاذ الإجراءات المناسبة حسب الضرورة. 12- التأكد من قيام المقاول بالتحديث المرحلي للمخططات كما نفذت (AS-BUILT) لإظهار جميع الاختلافات والفروقات المعتمدة التي حدثت بسبب الظروف الميدانية. مسؤوليات المهندس الميداني:- تتمثل مسؤوليات ضبط جودة الأداء بالنسبة للمهندس الميداني في تقديم الدعم المباشر لمهام ضبط جودة الأداء في المستوى الأول لفريق العقد فيما يلي:- 1- يجب أن يكون المهندس الميداني مسؤولا عن جميع القرارات الفنية ذات الصلة بقبول المواد وأساليب العمل المتضمنة في ناتج العمل النهائي، وتعد هذه المهمة إحدى مسؤولياته الرئيسية في تقديم الدعم والتوجيه الفني لفرق العقد عند أدائه مهام ضبط جودة الأداء في المستوى الأول. 2- التأكد من أن جميع المهندسين والمفتشين المتعلقين بالمشروع قد اطلعوا وتعرفوا على إجراءات المشروع والمواصفات المنطبقة ومتطلبات الاختبار ومسئولياتهم في تطبيق تلك الأمور في مهام عملهم. 3- مراجعة جميع أدلة ضبط جودة المواد التي يقدمها المقاول للتأكد من مطابقتها الفنية مع متطلبات العقد وإشعار فرق العقد عند قبولها أو عندما تكون هناك حاجة لتعديلها. المستوى الاداري الثاني لمهام ضبط الجودة:- يقوم مهندس المشروع ((Project Engineer ) بتنفيذ مسؤوليات ضبط جودة الأداء من المستوى الثاني عن طريق أداء المهام التالية:- 1- تقديم مراجعة مستقلة ومنظمة لموجز نتائج ضبط جودة المواد التي يوفرها المقاول للتأكد من أنها مطابقة للمتطلبات. 2- إثبات أن جميع المعاينات المطلوبة لنقاط التوقف واستئناف العمل وكذلك استلام المواد يجري تنفيذه وذلك عن طريق المراجعة الدورية. 3- اجراء مراجعات مستقلة لنشاط ضبط جودة المواد الذي يقوم به المقاول، كما يجب ان تركز المراجعات على معاينة انتاجية العمل وكفاية المستدات. 4- إجراء المراجعات عند إكمال 25% و75% من أعمال العقد تقريبا وعند إقفال العقد، ويتم ذلك بالتنسيق مع المهندس المختص بإقفال العقد ويجب الحصول على إقرار مكتوب من المقاولين باتخاذ جميع الإجراءات التصحيحية الموصى بها في المراجعة كما يجب على فريق العقد الاحتفاظ بسجل لطلب الاجراءات التصحيحية مع تاريخ إكمالها. كما يجب إعداد نماذج معتمدة للعمل بها من قبل فريق ضبط الجودة تشمل كل المتطلبات المذكورة أعلاه وذلك بتنفيذ المستوى الأول والثاني من طبقات الإشراف لضمان تطبيق نشاطات الجودة بشكل منتظم بما يحقق الهدف منها وهو تحقيق أعلى متطلبات الجودة في المشاريع والله من وراء القصد.