في الأسبوع الماضي أقام نادي الأحساء الأدبي أمسية شعرية شبابية اشترك فيها أربعة من شباب محافظة الأحساء بقيادة الشاب الأنيق عبدالله بن محمد الطلحة. الذي رأيت فيه سمات القيادة المثقفة للأمسية بانسيابية أسلوبه المفعم بالزخم الأدبي الرفيع مما جعل تقديمه لهؤلاء الشباب فيه الكثير من الجاذبية. الأخ عبدالله الطلحة كان شاعراً في تقديمه وكان رزيناً ومنطقياً في تنقله من شاعر إلى آخر. إن النادي الأدبي لمحافظة الأحساء الجميلة اكتسب جماله وحبه وتألقه من هذه المحافظة الطافحة بالحب والجمال والسلام... هذا النادي برئاسة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري، هذا الرجل الرائع في علمه وفي شخصيته وفي عمله الدؤوب لمصلحة النادي والذي سار به من القاعدة إلى أن أوشك أن يوصله إلى القمة بإنجازاته من أمسيات وندوات ومسامرات ومن مطبوعات.. مما ساهم بشكل فعال وإيجابي في تشجيع المواهب الشابة .. الدكتور ظافر بحماسه الملحوظ وبابتسامته الجذابة وبتفاعله المرن مع المثقفين والأدباء استطاع أن يكون، ويكون النادي الأدبي، كمنارتي إشعاع في المحافظة. وما هذه الأمسية التي أقامها النادي في ليلة الأربعاء 21/5 من هذا الشهر إلا نموذج حي لفعاليات النادي الثقافية. فهو -أي النادي- ما فتئ يحتضن هذه الفئة الشابة في شتى فنون الأدبي العربي من أمثال: 1-سفيان محمد أحمد الدوغان طالب في كلية الإمام محمد بن سعود قسم اللغة العربية يحاول أن يكون شاعراً.2-عبدالله محمد عبدالرحمن الملا من مواليد الأحساء عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالأحساء قسم اللغة العربية حاصل على درجة الماجستير في الأدب العربي عضو في النادي الأدبي بالأحساء أحد شعراء كِتَابِ (معجم شعراء الأحساء) له كتابات شعرية في أغراض متنوعة من الشعر العربي الفصيح له ديوان مخطوط تحت الطباعة، له مشاركات شعرية في القنوات التلفزيونية واللقاءات الشبابية والنوادي الصيفية في الأحساء ومكة المكرمة وغيرها.3- جابر حجي صالح الجمعية من مواليد الأحساء حاصل على شهادة دبلوم اللغة الإنجليزية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء عضو منتدى الينابيع الهجرية يكتب الشعر الفصيح العمودي والتفعيلة.4-عبدالله بن حسين بن علي العطية من مواليد محافظة الإحساء يكتب الشعر الفصيح العمودي والتفعيلة حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك فيصل بالإحساء عضو بنادي الإحساء الأدبي عضو بمنتدى الينابيع الهجرية بالإحساء عضو بمشهد الفكر الإحسائي شارك في بعض الأمسيات المحلية. كتب في بعض الصحف المحلية كاليوم ومكة له ديوان (مخطوط).ولقد حضر الأمسية رجال لهم ثقلهم الأدبي والثقافي وهم أساتذة جامعيون تمنيت لو ساهم الأساتذة أو بعضهم في كلمات نقدية بسيطة لتوجيه الشباب ورفع روحهم المعنوية والأدبية والشعرية. إن وجود هذه الكوكبة من أساتذة متخصصين وشعراء فحول من أمثال الأستاذ الشاعر الجميل السيد علي النحوي والأستاذ الشاعر ناجي الحرز وغيرهم لهو مكسب للنادي وللفرسان، فلا يمنع أن يوجه الدكتور ظافر دفة الأمسية للاستفادة الحقيقية من هذا الحضور المتميز ليخرج أغلب الحضور وقد امتلأت جعابهم بالعلم والمعرفة والتذوق ووضوح الرؤية الشعرية، إن النادي مركز إشعاع ثقافي ونحن لا نحضر ندواته وأمسياته الشعرية للسماع والاستمتاع فقط بل لنزداد علماً ومعرفة من أساتذتنا الكرام الذين يتجشمون متاعب الوصول للنادي مشكورين لننهل من علمهم، وإني وفي هذه العجالة أقترح على أخي الأستاذ الدكتور ظافر أن يمزج مثل هذه الأمسيات بالنقد والتوجيه من هؤلاء الأساتذة الكبار مثل الدكتور عبدالله الحقباني وزملائه الكرام. واقتراح آخر أبسطه أمام د. ظافر ود. خالد الجريان ود. محمود الحليبي والشاعر المتألق جاسم الصحيح وبقية طاقم مجلس إدارة النادي. وهو: مثل هذه الأمسية ينقصها شيئان.. أحدهما: إن كثرة الشعراء تربك المتلقي وتربك الناقد الانطباعي فلو اقتصرت الأمسية على شاعر أو شاعرين بالكثير لكان أفيد، وثانيهما: تكليف أحد الأساتذة الأفاضل بعمل ورقة نقدية بسيطة ليستفيد الشاب الشاعر، والمتلقي كذلك. وإنني أشكر النادي والشعراء وكل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية بالحضور والسماع.. والتعليق والتصفيق للشعراء ... وفق الله الجميع.