أشار مختصون في الطقس إلى احتمال تعرض المملكة لحالة جديدة من عدم الاستقرار الجوي، الأسبوع المقبل، بإذن الله، وذلك بسبب اندفاع كتلة هوائية باردة تتداخل مع الأجواء الدافئة، متحركةً من شرق البحر الأبيض المتوسط بتأثير منخفض جوي. وتمتد الحالة من المناطق الشمالية إلى الساحل الشرقي، وسط توقعات بأن تمطر، بمشيئة الله، يوم الأحد، على أجزاء متفرقة في حواضر الدمام، كما تشمل الهطولات مناطق واسعة، تكون في مناطق الرياض والقصيم وحائل، وبحسب متابعي الأحوال الجوية ان بوادر الحالة، تتقدم اعتبارا من ليلة الجمعة ويوم السبت، مصحوبة بنشاط الرياح المغبرة والعواصف الرعدية، التي تعد الأولى بالسمة الربيعية في بداية الموسم، بعد حالة مماثلة، الأسبوع الماضي، كانت متوسطة الشدة، التي تميزت بغزارة الأمطار على شمال الشرقية ( حفر الباطن). فيما يسيطر مرتفع جوي خلال اليومين القادمين، حيث تكون الأجواء مستقرة في معظم أنحاء المملكة، مع استمرار هبوب الرياح الشمالية الغربية، تكون خفيفة إلى معتدلة السرعة تشتد احيانا، ومتغيرة الاتجاهات، وتتشكل الغيوم الرعدية الممطرة اليوم في الجنوب الغربي، وتظل درجات الحرارة اليوم في المعدلات الطبيعية لهذه الفترة من العام، مرتفعة الى قريبا من الاربعينات المئوية في مدينة مكةالمكرمة وتستمر في منتصف العشرينيات نهارا في الوسطى والشرقية . من جهته، يوضح الباحث المختص بالطقس والفلك، سلمان آل رمضان، عضو الجمعية الفلكية بالقطيف، أن اليوم الثلاثاء، يصادف بداية الربيع، في حين يستمر فصل الشتاء ( فلكياً ) إلى 21 مارس موعدا للاعتدال الربيعي، متوقعا أن تكون الفترة الحالية متداخلة في الخصائص الجوية، بحيث تتميز بالارتفاع الملموس لدرجات الحرارة، مع احتمال عودة البرد بين فترة وأخرى، التي تعرف ب (برد العجوز أو الحسوم). وأضاف إنه ما زال هناك احتمال أمطار خفيفة لفترة مؤقتة، قد تهطل الأسبوع القادم، إن شاء الله، قبل أن يبدأ الموسم المعتاد مرتقبا، بمشيئة الله، بعد منتصف مارس الجاري بحسب المعطيات المبدئية، ومع تبدل الرياح للشمال لا يستبعد عودة الغبار، كما أن ارتفاع نسبة الرطوبة، قد يتسبب أحياناً في تكوّن الضباب. وطبقا للرمضان يتسم فصل الربيع بجريان الماء في أعواد الشجر في واحدة من العلامات، ومع تمازج الفصلين تكثر التقلبات الجوية عادةً حتى الانتقال الى الموسم المعروف ب (سبق السرَّايات)، وهي السحب التي تتشكل بسرعة في فترة بعد الظهر، وهو موسم أمطار الربيع الغزيرة، التي تستمر حتى نهاية شهر إبريل، وسميت بهذا الاسم لأنها تسري في الليل، ويطلق على المنخفضات الجوية الحرارية المعروفة بالسحب الصيفية التي تتكون بفعل التسخين في نهاية فصل الربيع المعتدل وبداية فصل الصيف الحار، فيتغير الطقس بشكل مفاجئ وذلك بسبب مرور منخفض ومرتفع جوي بسرعة فائقة، أي أنها تتخلق نتيجة التمازج بين فصل وآخر. وسوف يُلحظ فارقاً حرارياً كبيراً بين الليل والنهار، عند تعمق فصل الربيع في الأجواء، حيث تتسم المرحلة التالية بالعنف المناخي، ولا تعرف الرتابة أبداً، وقد نعيش الفصول الأربعة في يوم واحد، ويسمع فيها قصف الرعد ويشاهد وميض البرق، والسرايات هو ايضا موسم نزول حبات البَرَد إذا تهيأت الفرصة له، وقد يشاهد قوس قزح إذا هطل المطر في منطقة دون أخرى، كما تتميز هذه الفترة بعنصر المفاجأة في تحول الطقس من حالة الاستقرار إلى عدم الاستقرار. ومن الممكن أن يتغير الجو في أي لحظة دون سابق إنذار، ويعد وقت تكوّن السرايات بعد الزوال وعصرا في الغالب، بالتكونات السريعة للغيوم الركامية خلال فترة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة، وتهطل بعدها الأمطار الرعدية الغزيرة في زمن قصير، تصاحبها رياح عنيفة لا تستقر في اتجاه معين مع تقلبات مفاجئة ، وتعرف السرايات في نجد بالمراويح، لأنها تهب وقت المرواح أي الانصراف، وهي السحب التي تأتي عادة في فصل الربيع، يتبع ذلك موسم البوارح وهي رياح شمالية غربية محملة بالغبار والأتربة، تمتاز بأنها غير مستقرة يتقلب فيها الجو، ويمتد موسم البوارح من أوآخر شهر إبريل حتى منتصف يوليو، في حين يعرف الاعتدال الربيعي تصنيفا، في رؤية تعني أنه الزمن الذي يتساوى فيه الليل والنهار في شتى أنحاء العالم، عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء فيكون طول الليل والنهار متساويين تقريبا.