يتسبب هبوب الرياح الشمالية عالية السرعة (50 كيلو مترًا في الساعة) في تحويل أجواء المنطقة الشرقية إلى المعتدلة، حيث تسجل درجات الحرارة نهار اليوم انخفاضًا إلى أدنى المستويات الذي يُعد مفاجئًا في موسم يميل الى الحرارة، وتكون السماء غائمة جزئيًا مع احتمال تساقط أمطار خفيفة في أماكن متفرقة، وتشير التوقعات الى انحسار تدريجي لموجة الغبار التي تندفع الى الاجزاء الجنوبية من المملكة خلال اليومين المقبلين -بمشيئة الله تعالى-، فيما يزداد تأثير الكتلة الهوائية الباردة ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة وتتحول الاجواء الى المعتدلة في معظم مناطق المملكة، وتستمر باردة شتوية في الشمال الغربي، وتكون الرياح شمالية غربية نشطة السرعة على الوسطى والشرقية، وتثير الغبار العالق في المناطق المكشوفة وفي طريق الدمامالرياض وبين المدن والمحافظات. وتعد الظواهر المصاحبة للربيع مألوفة منذ بداية الفصل في هذا العام، وكذلك في التوقعات للفترة المقبلة، كما تشتد الاضطرابات الجوية اعتبارًا من نهاية هذا الاسبوع، حيث يكون محور الأرض مائلاً نحو الشمس ويزداد طول فترة النهار، الذي يؤثر على أحوال الطقس باستمرار مع تكرر حالات عدم الاستقرار الجوي، وذلك عندما يبدأ الهواء الدافئ في الهبوب من وقت لآخر من المناطق القريبة من خط الاستواء، ومقابلته لاندفاعات الهواء البارد من الاطراف الشمالية، فيما يمثل الربيع نهاية فصل الشتاء وبداية الفترة التي تشهد ازديادًا في عدد ساعات النهار تحولًا الى حرارة متدرجة في الارتفاع حتى دخول فصل الصيف مع تميز هذه الفترة بكثرة العواصف الرملية التي تحدث بسبب خلخلة جوية والفوارق الحرارية الحادة. وتدخل اليوم المنزلة الرابعة من فصل الربيع بطالع (المؤخر) الأولى في نوء (الذراعين)، وموعدها منتصف شهر نيسان في الحسابات الفلكية، فيما يؤخذ في الاعتبار المؤشرات الطقسية في المنطقة الشرقية وبالتالي التقدم بعدة أيام، ويشير الباحث الفلكي سلمان آل رمضان الى ان هذا الطالع معروف عند أهل الحرث بالذراع الأول وعدد أيامه (13) يومًا بنجمين مترادفين متباعدين أحدهما شمالي والآخر جنوبي، وفيه يعتدل الجو ليلًا ويميل للحرارة في الظهيرة، ويصادف موسم السرايات المعروفة بأمطار الربيع الغزيرة المتوقع هطولها عادة في هذه الفترة -بإذن الله- حتى نهاية أبريل الجاري. والسرايات اسم محلي يُطلق على المنخفضات الجوية الحرارية المعروفة بالسحب الصيفية، والمصاحبة لمتغير الطقس بشكل مفاجئ؛ وذلك بسبب مرور منخفض ومرتفع جوي بسرعة فائقة أي أنها تتخلق نتيجة التمازج بين فصل وآخر حيث نلاحظ فارقًا حراريًا كبيرًا بين الليل والنهار، وتتسم بالعنف الجوي، وتتميز فترة السرايات بالتكونات السريعة للغيوم الركامية، وتهطل بعدها الأمطار الرعدية الغزيرة خلال فترة قصيرة وتصاحبها رياح عنيفة لا تستقر في اتجاه معين، وفي آخر هذه النوء يدخل موسم البوارح وهي رياح شمالية غربية محملة بالغبار والأتربة، تمتاز بأنها غير مستقرة، ويمتد موسمها من أواخر أبريل حتى منتصف يوليو.