أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق، أن المملكة ليست بمعزل عن التغيرات المناخية التي تحدث في العالم، خصوصا بعد بدء المنخفضات الجوية "السرّايات" مبكرا قبل موعدها بفترة طويلة، والتي تتسبب في تقلبات الطقس الحالية. وقال الدكتور الزعاق ل"الوطن" أمس: إن "السرّايات" اسم محلي يطلق على المنخفضات الجوية الحرارية "السحب الصيفية" التي تتكون بفعل التسخين في نهاية فصل الربيع المعتدل وبداية فصل الصيف الحار، فيتغير الطقس بشكل مفاجئ وذلك بسبب مرور منخفض ومرتفع جوي بسرعة فائقة، أي أنها تتخلق نتيجة التمازج بين فصل وآخر، حيث نلاحظ فارقا حراريا كبيرا بين الليل والنهار. وأضاف الزعاق، أن "السرّايات" عادة لا تبدأ إلا في شهر أبريل إلا أنها في السنوات الأخيرة بدأت تتكوّن في شهر مارس بشكل عنيف، كما يحدث على منطقة الرياض حاليا. مشيرا إلى أن هذه الفترة تتسم بالعنف المناخي ولا تعرف الرتابة أبدا بل تجلب الفصول الأربعة في غضون يوم واحد، ويسمع فيها قصف الرعد ويشاهد وميض البرق، وهو موسم نزول حبات البرد إذا تهيأت الفرصة له، وقد يشاهد قوس قزح إذا هطل المطر في منطقة دون أخرى. كما تتسم هذه الفترة بعنصر المفاجأة في تحول الطقس من حالة الاستقرار إلى عدم الاستقرار، ومن الممكن أن يتغير الجو في أي لحظة دون سابق إنذار. وبيّن أن العالم يشهد تقلبات جوية عنيفة غير مسبوقة، وأن تغيرات الطقس التي تتعرّض لها دول كثيرة في العالم والمتمثلة في الأعاصير والفيضانات والسيول، من الممكن أن تعجّل بثوران البراكين ونشاط الزلازل، وتدفع أيضا إلى حدوث هزات أرضية بقوة أكثر. وحول زلازل اليابان وما إذا كان لها تأثير على الطقس في منطقتنا، قال الدكتور الزعاق: إن الدول التي اعتادت على الهزات الأرضية العنيفة التي تضربها كل مئة عام، كما هو حادث الآن في اليابان، يمكن أن تدفع هذه التغيّرات الجوية إلى وقوع هذه الزلازل في أرضها في أقل من تلك الفترة. كما أن الدول التي تحدث فيها هزات ضعيفة من الممكن الآن أن تتضاعف قوة الهزات فيها نتيجة للتغيرات الجوية التي تؤثر على طبقات الأرض. وكانت مدينة الرياض استيقظت أمس على آثار الأمطار وتراوحت بين غزيرة ومتوسطة على عدد من أحيائها التي استقبلت الأمطار المصحوبة بحبات البرد مساء أول من أمس واستمرت بشكل متقطع حتى بعد منتصف ليل السبت، في حين اكتست بعض الأحياء كأم الحمام والوزارات ببياض حبات البرد الذي سقط بشكل كثيف وارتفع عن مستوى الأرض ببضع سنتيمترات في تلك الأحياء. وكان لافتا فرحة السكان بالأمطار كونها أزالت الغبار والأتربة الكثيفة التي ضربت العاصمة منذ الخميس، فيما بدت السماء أمس صحوا وسط أجواء ربيعية جميلة دفعت الأسر والشباب للخروج إلى التنزه في البراري والمتنزهات البريّة لا سيما متنزه الثمامة شرق الرياض، حيث يعتبر اليوم التالي للأمطار مناسبا للتنزه فيه خاصة لهواة المكشات والتطعيس فوق الرمال المتحركة. وخلال جولة "الوطن" في الصباح الباكر على عدد من أحياء وشوارع العاصمة ومنها طريق الملك عبدالله وشارع خالد بن الوليد بشرق الرياض رصدت تجمعات لمياه الأمطار في بعض المواقع مما ساهم في عرقلة حركة السير سواء للمارة أو للمركبات وسط مطالبات بالاهتمام أكثر بتصريف المياه استعدادا لموسم الأمطار الذي بدأ هذه الأيام, وحتى لا تتكرر مأساة غرق بعض الشوارع والأنفاق كما حدث في سيول العام الماضي. من جهتها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقرير نشرته على موقعها على الإنترنت، أن يستمر هطول الأمطار على العاصمة اليوم في حين يعود الغبار مجددا ابتداء من الغد، ويستمر طوال الأسبوع، فيما تكون سماء غائمة إلى غائمة جزئيا على أجزاء من مناطق شمال ووسط وشرق المملكة، ولا تزال الفرصة مهيأة لهطول أمطار قد تكون رعدية على الأجزاء الشمالية للمنطقة الشرقية، وتكوّن السحب الرعدية الممطرة في فترة الظهيرة والمساء على مرتفعات عسير والباحة خاصة الأجزاء الشرقية منها، وتظل الرياح نشطة السرعة على تلك المناطق، ويشمل نشاط الرياح كلا من البحر الأحمر والخليج العربي.