افترض أن لدى محافظي البنوك المركزية نسختهم الخاصة بهم من باب مشاكل القراء المعنون ب "عزيزتي آبي". ماذا يمكن أن تكون توصية العمة آبي لهم اليوم؟. عزيزتي آبي: لقد كان مصرفي يقوم باستضافة الحفلة التي لا حفلة بعدها منذ أكثر من نصف عقد وذلك من خلال الحفاظ على تكاليف الاقتراض في مستويات منخفضة قياسيا. رغم ذلك، في ديسمبر تم إقناعي من خلال رفاقي في وول ستريت - الذين كانوا متعبين نوعا ما وعاطفيين في الآونة الأخيرة، لأنه لم يكن بإمكانهم كسب المال عندما تكون أسعار الصرف لدي قريبة من الصفر - بأن أسحب إناء الحلوى وذلك من خلال رفع أسعار الفائدة. الآن، يعاني جميع رفاقي الذين استثمروا في سوق الأسهم من عواقب الشرب أثناء الحفلة. والمنافسون الدوليون لي في لعبة السياسة النقدية يقدمون بمرح وسرور بالمزيد من التمويل لضيوفهم المخمورين أكثر في سوق السندات، ما يسبب اختفاء للعائدات بمعدل ينذر بالخطر. يعتزم ماريو دراجي تصعيد الأمور في الشهر المقبل عن طريق تسريع برنامج التسهيل الكمي الخاص بالبنك المركزي الأوروبي. وقد قام هاروهيكو كورودا للتو بتطبيق سياسة الأسعار السلبية الخاصة به في بنك اليابان. أما مارك كارني في بنك إنجلترا فهو يبدو أقل احتمالا لأن يحذو حذوي من خلال تشديد السياسة النقدية. ما الذي ينبغي علي فعله؟ إذا انتهت الحفلة الاقتصادية العالمية في حدوث كارثة، سيتم توجيه اللوم إلي. إن قمت بعكس المسار والتراجع عن الخطوة التي اتخذْتُها في شهر ديسمبر، سأكون أضحوكة. المعذَّبة: جانيت ييلين في نيويورك. عزيزتي جانيت: أنتِ لستِ أول محافظ بنك مركزي يقوم برفع أسعار الفائدة. هل تذكرين الانعطاف التام الذي اضطر جان-كلود تريشيه إلى القيام به في منطقة اليورو بعد أخطاء السياسة التي ارتكبها في عام 2011؟ قومي بسرعة بملء إناء أسعار الفائدة بالمزيد من الشراب قبل أن يصاب ضيوفك بالجفاف. (نعم، ربما يؤدي هذا إلى الحاجة إلى أسعار سلبية أخرى، لكن كلما طال إنكارك ورفضك لذلك، يكون الوصول إلى ما دون الصفر أكثر إيلاما). عزيزتي آبي: لقد انتقلتُ إلى المملكة المتحدة في يوليو من عام 2013 للحصول على وظيفة لطيفة وهي قيادة بنك إنجلترا براتب مجز وبدل سكن جيد. لكن جهودي التي أبذلها لسحر السكان المحليين فقد ثبت أنها غير ناجحة، رغم الشبه الغريب بيني وبين جورج كلوني. هنالك خطر حقيقي بأنه إن تمسَّكْتُ بالجدول الزمني لدي واستقلت من منصبي في عام 2018، سأغادر دون أن أشهد أي إجراء يتعلق بجانب السياسات النقدية. كيف يمكنني النجاح؟ المعذَّب: مارك كارني في لندن. عزيزي مارك: لحظة من فضلك.... ألم تكن محافظ البنك المركزي الكندي من قبل؟ وألم تقم بالحيلة نفسها هناك ما بين عامي 2011 و2013، واعدا بالكثير من العمل لكنك فشلت في اتخاذ خطوة واحدة؟ ألم تقل، في يونيو من عام 2014، إنك ربما تقوم باتخاذ "خطوة أسرع مما تتوقعه الأسواق حاليا"؟ لا عجب أن أطلق عليك عضو برلماني بريطاني لقب "صديق غير موثوق به"!. عزيزتي آبي: أجد من الصعب جدا علاج مرضاي في منطقة اليورو. لدي علاج واحد متعلق بالسياسة النقدية - التسهيل الكمي، الذي نعرف جميعا أن له آثارا جانبية رهيبة على المدخرين - وينبغي علي التظاهر بأن الجميع يعاني الاعتلال الاقتصادي نفسه، رغم أن من الواضح أن هذا خيال. ليس من المفيد أن يينس فايدمان، الممرض الألماني الذي أتعامل معه، يواصل شتم خطتي العلاجية، ما يتسبب في تفكيك جهودي الرامية إلى الحفاظ على منطقة اليورو بصحة جيدة. يجري رفع دعوى ضدي في المحاكم الألمانية بسبب التقصير وسوء الممارسة في المسائل النقدية. ولقد وعدت المرضى بأنني سأرفع الجرعات الشهر المقبل، رغم أنه من الواضح وبشكل متزايد أن العلاجات غير ناجعة. ما الذي ينبغي علي فعله؟ المعذَّب: ماريو دراجي في فرانكفورت. عزيزي ماريو: لا أعتقد أنه يمكنني مساعدتك. ربما ينبغي عليك الاختفاء فقط في مكتبك والسماح للممرض الألماني بأن يتولى زمام الأمور، قد يموت مريض اليورو، لكن هذا قد يتبين أنه نعمة بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.