اتهمت تركيا المتمردين الأكراد على أرضها وأبرز فصيل كردي سوري بمسؤوليتهم عن تفجير بالسيارة المفخخة الذي استهدف قافلة عسكرية، موقعا 28 قتيلا في انقرة، في تطور من شأنه ان يزيد حدة التوتر في سوريا المجاورة. واكد الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو أمس أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يقفان وراء الهجوم. وصرح داود اوغلو «هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا «حزب العمال الكردستاني» وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا»، مضيفا إن الشرطة أوقفت تسعة أشخاص في اطار تحقيقها. واضاف اردوغان إن «المعلومات التي اصدرتها وزارة الخارجية والاستخبارات تظهر مسؤولية» هذه الجهات. واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين اثناء توقفها عند اشارة المرور في وسط العاصمة مساء الاربعاء. واصيب 65 شخصا بجروح لا يزال قرابة 30 منهم في المستشفى بحسب القيادة العسكرية. وهو من أكثر الهجمات دموية في السنوات الماضية ضد جيش تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي. وبعد ساعات على وقوع الاعتداء، شن الطيران الحربي التركي غارات على اهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية افادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما اعلن الجيش، وقال داود اوغلو إن 70 مقاتلا قتلوا في الغارات. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الاربعاء الخميس ان ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية الى اعزاز، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان عبور المقاتلين تم «بإشراف من السلطات التركية». وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» «منظمتين ارهابيتين» على ارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني، وتصنف الولاياتالمتحدة حزب العمال الكردستاني «منظمة ارهابية»، لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب في اطار الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وقال اردوغان المعارض للدعم الامريكي للميليشيات الكردية «ربما سيتفهم اصدقاؤنا الآن قلق تركيا»، واضاف اوغلو «اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا شمال سوريا وشاركت وحدات حماية الشعب، التنظيم الارهابي في تنفيذ الاعتداء». وتوعد داود اوغلو بأن المنفذين «سيدفعون الثمن». وأوردت صحيفتا يني شفق (المؤيدة للحكومة) وشوجو (المعارضة) ان الشرطة الجنائية حددت هوية الانتحاري المفترض الذي تمزق اشلاء في الانفجار من خلال بصماته المسجلة لدى مصلحة الهجرة عند دخوله مؤخرا الى تركيا بصفته لاجئ. وتابع اردوغان أن الشرطة التركية أوقفت 14 شخصا في التحقيق حول الاعتداء. واضاف «هذه العمليات متواصلة لانه تبين لدينا أن منفذي الجريمة لديهم روابط في الداخل وفي الخارج». وندد اوغلو ايضا بالرئيس السوري بشار الاسد الذي يتهمه بدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقال «نحتفظ بحق اتخاذ أي إجراء ضد النظام السوري»، وحذر روسيا من استغلال وحدات حماية الشعب الكردية ضد تركيا. وقال «أود أن أحذر روسيا التي تقدم الدعم الجوي لوحدات حماية الشعب في تقدمها في أعزاز من استغلال هذه الجماعة الإرهابية ضد الأبرياء في سورياوتركيا. «أدانت روسيا هجوم الأمس ولكن هذا ليس كافيا. كل من يعتزمون استغلال التنظيمات الإرهابية ليعملوا لهم بالوكالة عليهم أن يعلموا أن لعبة الإرهاب هذه سترتد عليهم وتضربهم أولا». وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف للصحفيين إن الكرملين يدين التفجير «بأقوى العبارات الممكنة».