قال مدير عام السجون في المملكة، اللواء إبراهيم بن محمد الحمزي: إن محكومية السجين في حالة حصوله على درجة البكالوريوس في التعليم الجامعي تُقلّص إلى 15 بالمائة، وذلك في عدة تخصصات في السجون من جانب التدريب المهني والتعليم والتدريب، أما السجينات فقد بدأت إدارة السجون ببرامج تعليم وتدريب وبرامج دراسات جامعية للسجينات في منطقة الرياض اللاتي كان لهن نصيب في المشاركة في مهرجان الجنادرية، وعرض عدد من المنتجات الخاصة بهن في المهرجان وذلك لإبراز جهودهن ودعمهن . جاء ذلك خلال تخريج الدفعة الأولى من الطلبة الجامعيين النزلاء في إصلاحية الدمام الحاصلين على درجة البكالوريوس عن طريق التعلم عن بعد في جامعة الدمام، الذي أقيم في سجن الخبر بحضور مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله بن محمد الربيش، ومدير السجون في المنطقة الشرقية سعد محمد العتيبي، وعميد عمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد الدكتور بندر العامر، وعميد عمادة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور سعد العمري، والدكتور سامي أباحسين عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع، وعدد من الضباط من منسوبي سجني الدماموالخبر. وأضاف اللواء إبراهيم الحمزي: إن هذا اليوم هو أكبر مؤشر على أن مسارات التأهيل والإصلاح بكافة برامجها ومبادراتها قطفت ثمارها، والدليل على ذلك تخريج الدفعة الأولى من خريجي التعلم عن بعد في تخصص إدارة الأعمال من جامعة الدمام وعددهم 7 طلاب حصلوا على درجة البكالوريوس، وإن برامج التعليم عن بُعد والإضافة الجديدة تدعونا إلى نقل تجربة جامعة الدمام وعرضها على وزير التعليم، وأن ننسق فيها لتكون على بقية المناطق في الدبلوم والتخصصات المهنية مع العلم أن لدينا مجموعة من البرامج في عدد من الجامعات مثل جامعة حائل وما له علاقة بالإشراف المتوسط . وأشار اللواء الحمزي إلى أننا نسعى للوصول إلى الصورة التي ينشدها ولاة الأمر بإعادة البرامج بشكل مستمر، وقياس أدائها وبرامج التأهيل والإصلاح التي لا تخضع لأي جوانب "بيروقراطية" والعمل على دعمها بكل ما يمكن إن شاء الله، واليوم نحن سعداء بهذه الدفعة وهي رسالة مزدوجة لكافة السجناء بأن من تخرجوا اليوم هم ثمرةٌ نِتاجها العلم، وأن يحذوا حذوهم في طلب العلم والتحصيل ولا ننسى دور المجتمع والأسرة. واختتم اللواء الحمزي حديثه بقوله، إن المديرية العامة للسجون وبتوجيهات من ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- تعمل على تأهيل النزلاء وفق أسس وبرامج علمية وإصلاحية تهدف إلى تغيير وتهذيب السلوك وإعادة صقلها في المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة، وتعد برامج التعليم في السجون من أهم البرامج التي تسعى وزارة الداخلية إلى استقطاب النزلاء إليها بكافة التسهيلات وتذليل الصعوبات لخلق بيئة تعليمية جاذبة وما نشهده اليوم من نماذج تسلحت بالعلم خلف أسوار السجن لهو مدعاة فخر لكل الشركاء من جمعية تراحم وجامعة الدمام والمكاتب التعاونية ومؤسسة عبد الرحمن الراجحي الخيرية وغيرهم من الشركاء . كما وجه مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش كلمة للنزلاء الخريجين، حثهم فيها على مواصلة الدراسة، مشيراً إلى أن جامعة الدمام تسعى إلى تقديم كافة سبل المساعدة والعون لهم، وما قدمه الطلاب النزلاء في برنامج التعلم عن بعد يحمل الكثير من المعاني والدلالات في تخطي التحديات، ولعل المؤشر الأكيد هو قدرة الإنسان على مواجهة الصعاب والظروف وأن هذا الإنجاز لا شك أنه مبعث للسعادة والفخر لنا في الجامعة لأننا استطعنا أن نثبت أن هذه المبادرة قابلة للتطوير ويمكن لها النجاح منوها إلى أن الجامعة تسعى في تقديم برامج دبلوم وورش عمل للنزلاء . وأضاف الدكتور الربيش: إنه بعد توقيع الاتفاقية مع الإدارة العامة للسجون في المملكة قبل 4 سنوات، تم استحداث برامج من الممكن أن تقدم للتعلم عن بعد في الدراسات القرآنية وعلم الاجتماع وإدارة الأعمال واللغة العربية، وفي هذا العام ينهي المتطلبات 10 من أصل 13 طالبا، وهذا حافز لنا أن تستمر هذه المبادرة نحو خطوات ووتيرة أسرع مع الشركاء مثل إدارة السجون ومؤسسة عبد الرحمن الراجحي الخيرية لهي صورة ناصعة للتكافل والتآزر لهذا النجاح، مقدماً الشكر لكل من خاض هذه التجربة متمنياً التوفيق للجميع . وذكر الدكتور بندر العامر عميد عمادة التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد، أن عدد الخريجين في هذه الدفعة بلغوا 7 طلاب نزلاء فقط في تخصص إدارة الأعمال بكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع وقد حققوا معدلات تراكمية عالية وهو 3.8 من 3.2 وهذا يعد إنجازا في حد ذاته، أما عدد النزلاء الذين يدرسون في جامعة الدمام عن طريق التعلم عن بعد هو 122 طالبا موزعين على 3 سجون، وهم 63 نزيلا من سجن الدمام و 39 نزيلا من سجن القطيف و20 نزيلا من سجن الخبر وكلهم يدرسون بالمجان . وقد ألقيت كلمة للطلاب الخريجين قدمها أحد النزلاء موصياً زملاءه بالجد والاجتهاد وطلب العلم والاستزادة منه، وذلك لاكتساب العلم والمعرفة التي لا تقف عند حد معين، مقدماً الشكر لكل الجهات الداعمة التي في سبيل تسهيل طلب العلم للطلاب النزلاء من جامعة الدمام ومؤسسة عبد الرحمن بن صالح الراجحي الخيرية، ثم ألقيت قصيدة شعرية ترحيبية لأحد النزلاء، فكلمة لمؤسسة عبد الرحمن الراجحي الخيرية قدمها تركي الراجحي ضمّنها حرص المؤسسة على النزلاء وتوفير كافة الدعم لهم في طلب العلم ليكونوا أشخاصا فاعلين في المجتمع في التأهيل والتعليم، حيث أنشأت مركز بناء لنموذج مصغر تدريبي تعليمي الذي نشاهد اليوم أحد مخرجاته التعليمية. وأشار إلى أن هناك تنسيقاً مع صندوق الموارد البشرية لإحداث وظائف للمفرج عنهم، وذلك تسهيلاً لهم في إيجاد وظيفة والبدء في حياة عملية جديدة تتسم بالجد والاجتهاد نحو مستقبل أفضل، بعد ذلك تم تسليم الشهادات للخريجين وتكريم عدد من المسلمين الجدد و 5 من حفظة كتاب الله، ثم تبادل الشركاء الدروع التذكارية بهذه المناسبة، كما قدم مكتب "بصيرة" تبرعا ب 2000 ريال للخريجين ورحلة لأداء العمرة . الطلاب الخريجون يقطعون كعكة التخرج