لا يبدو أن مسلسل الإبداع من بعض الفرق تجاه متصدري دوري زين للمحترفين سيتوقف خلال ما تبقى من مباريات دوري جميل للمحترفين لهذا الموسم، وعندما ذكرت في المقال السابق أن الهلال والأهلي سيعانيان كثيرا بعدما شاهدناه في لقاءي الخليج والفتح، فلم يكن ذلك الا تأكيدا على أن مدربي الفريقين لابد أن يكون لهما بصمة قوية في المباريات القادمة، والا فإن الهلال والأهلي سيكونان في وضع لا يحسدان عليه أمام أنصار الفريقين. في لقاء الهلال والفتح لم يكن دونيس حاضرا في اللقاء بالشكل المناسب، ولم تنبه الادارة الهلالية دونيس إلى أن هناك أمور فنية يجب عليه أن يلاحظها قبل أن يستفحل الأمر لما هو أبعد من ذلك، والبعض قد يقول أن الحديث عن الهلال فيه استنقاص من الفتح والتعاون بعد تعادل وانتصار لهما على المتصدر، وأقول أبدا، فهما فريقان عريقان قادران على تحقيق أي لقب، ولكن عندما نرى مباراة فهناك نقاط ضعف في أي مدرب، وهو ما كان عليه دونيس واستغلها مدربا الفتح والتعاون الذكيان، في الوقت الذي كنت أتوقع اقالة دونيس بعد هزيمة التعاون، ليس من باب حضور الهزيمة من التعاون، ولكنها ترسبات تؤكد أن هذا المدرب لا يحسن التصرف في المباريات الحاسمة والقوية. وإذا ما تحدثنا عن المدرب جروس مع الأهلي فالعدوى بدأت تنتابه هو الآخر من دونيس، والأهلي الذي يتغنى الكثيرون بأنه ليس لديه النفس الكافي للوصول الى القمة ربما يحسن من يتابعه تسميته بهذا المسمى، وربما رأى البعض أن جروس قادر على تحقيق لقب الدوري ولكن بعد التعادلين مع الخليج والنصر فالحسابات بدأت تأخذ منحى آخر غير ما هو مرسوم له في أذهان جماهير الأهلي، وحتى لو كان جروس مقنعا أكثر من دونيس في تعامله مع المباريات، الا أن جروس عليه أن يعيد بعض الحسابات التي يطبقها لأن القادم أسوأ له مع احترامي له. من الجميل أن نرى فريقين يقتحمان المقدمة وأقصد بذلك فريقا الاتحاد والتعاون، من خلال الاقتراب أكثر من الأهلي والهلال، ومتى ما كان تواجد الاتحاد والتعاون في الصدارة فلن يكون هناك استغراب، لأن القاعدة تقول: لكل مجتهد نصيب، وإذا تواجد أي فريق في الصدارة فسنقول له مبروك هذا التواجد، وبالتأكيد متى ما تساهل دونيس وجروس بالخصوم ولم يحترماهم فنحن موعودون بنتائج غير ما هو متوقع من النقاد والمحللين ممن يتابع دوري جميل، فحضور الإثارة هو الأمل في هذا الدوري، ومن لا يستطيع الحفاظ على الصدارة فليتنازل عنها لغيره.