في إحدى زياراتي للولايات المتحدةالأمريكية وأثناء تعريفي بنفسي كفنان تشكيلي، بدأ المنظمون للبرنامج بترتيب زيارات خاصة لي لمراسم الفنانين في كل ولاية. وفي البرامج الثقافية التي أنظمها داخل المملكة وخارجها، أحرص كل الحرص على أن تكون لنا وقفة في البرنامج لزيارة مرسم فنان، ومن المراسم الجميلة والمهمة التي زرتها ومن معي، كان مرسم الفنان أيوب حسين الأيوب، ومرسم الفنان خليفة القطان في الكويت -رحمهما الله-، فكان المرسم عبارة عن متحف يضم أعمال الفنان منذ بداياته الأولى، وكان يرتاده الكثير من الضيوف للدولة، من شخصيات كبيرة، كرؤساء دول، ووزراء، وطلاب وزوار للكويت. أما في قطر فقد زرت منذ زمن طويل مرسم الفنان فرج دهام، فكان غنيا بالتجارب الفنية رغم صغر المساحة، أما في الرياض فكان مرسم الفنان محمد السليم -رحمه الله- زاخرا بالحب والحيوية والبحث في التجريب، كان ملاذنا في الرياض ومكانا يجتمع فيه الفن والأدب والذوق، وكذلك الحال للفنان عثمان الخزيم، وفهد الربيق، والفنان علي الرزيزاء، والفنان ناصر الموسى، والفنان سعد العبيد، حيث أصبحت هذه المراسم متنفساً للفنانين وزائري الرياض. وبحكم الرياض هي العاصمة للمملكة العربية السعودية فزوارها من الشخصيات الرسمية كثر، ومراسم الفنانين كانت تضج بالزوار الرسميين وطلاب الفنون والشعراء والإعلاميين. أما في أبها فكانت قرية مفتاحة الحل الجميل لفناني منطقة عسير، في البداية كانت المراسم لضيوف أبها الفنانين، وبعد حين من الزمن تحولت لمراسم لفناني عسير، وأصبحت موقعاً مهماً لزوار أبها. وفي المنطقة الشرقية اعتدنا على زيارة مرسم الفنان علي الصفار ومرسم الفنان عبدالله الشيخ ومرسم الفنان عبدالرحمن السليمان، وكانت تلك المراسم مدرسة نتعلم وننهل فيها من علمهم، وتجاربهم، ونتحاور في مستجدات الفنون. ولأن تلك المراسم أصبحت في وقتنا الحاضر متاحف للفنانين، يعرضون أعمالهم بشكل مستمر، ويرتاد تلك المراسم العديد من الضيوف والوفود والأطفال، فهي وجهة سياحية تستحق الاهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة؛ لتكون متاحف مُدرجة في خارطة المتاحف الشخصية في المملكة، وتكون ضمن المسار السياحي لزوار المناطق، وتقوم هيئة السياحة بطباعة كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية؛ للتعريف بالفنان وسيرته الذاتية وقراءة في أعماله الفنية، لنحتفي بالفن والفنانين في مملكتنا الغالية.