فعلٌ آثم، وجرمٌ غاشم، مصابٌ عمّ بلاد الحرمين.. ضحيته المسلمون.. وهدفه زعزعة الأمن المتين! جرمٌ لا يفعله مسلم، وإنما صاحب فكرٍ ضالّ.. اتّبع هواه فتردّى وانسلخ من الرحمة والإنسانية التي أتى الإسلام بها. عزاؤنا لضحايا كل حادثة قصدت الأبرياء وروّعت الآمنين، ودعاؤنا لرجال هذه البلاد الساهرين لحفظها من كل معتدٍ أثيم. ومع هذه الأحداث لا بدّ وأن نقف وقفات: الوقفة الأولى: أيها المجرمون كفاكم لعبًا بالدين.. كفاكم قتلًا للآمنين.. كفاكم إثارةً للفتن.. أخبرونا بماذا أفدتم الإسلام؟! فعلى أي مبدأ بُنيَ فعلكم؟ وعلى أي سنّةٍ سِرتُم؟ والله أنتم بعيدون عن الدين كل البعد.. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ). الوقفة الثانية: لأبناء هذا الوطن العظيم.. عليكم أن تدركوا أن وطنكم مستهدفٌ من كل أيادي الغدر والخيانة الحاقدة على الإسلام أولًا ثم البلاد التي نزل بها هذا الدين! فقفوا صفًّا واحدًا.. سدّوا الخلل ولا تدعوا فرجاتٍ للشيطان.. (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). الوقفة الثالثة: لكل راعٍ.. إنك مسؤول عن رعيّتك، وعن تربيتك لهم.. فعليك أن تبيّن لهم المنهج الصحيح، وحذرهم من أنفاق الظلمات التي إن سلكوها لن يلقوا إلا غضب الله في الدنيا والآخرة. وأخيرًا.. يا أبناء هذا الوطن صغيرًا وكبيرًا، لقد اتضح للعدو أنكم جسدٌ واحد، فالعدو الآن يتمزق وينزف، فزيدوا من غيظه، وشدّوا بأياديكم على بعضها..