فيما رد المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، على رسالة المعارضة بشكل إيجابي، وقالت مصادر المعارضة، إن الرد "يشجع على المشاركة في المفاوضات المقررة اليوم الجمعة، قال الهيئة العليا للمفاوضات إنها تنتظر رد الأمين العام للأمم المتحدة لتأكيد المشاركة. واتهمت النظام المدعوم من روسيا وإيران لتغيير الواقع على الأرض في اللحظات الأخيرة قبل مفاوضات جنيف 3 للعمل على إفشالها. وقالت المعارضة السورية إن من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم، مسؤول عن عرقلة بدء محادثات السلام الجارية برعاية الأممالمتحدة. وكتبت الهيئة العليا للمفاوضات رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم في تطبيق القرار 2254 والذى ينص على خطوات من بينها وقف قصف المناطق المدنية ورفع الحصار عن مناطق محاصرة. وقال بيان أصدره سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة: "نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم". جاء ذلك فيما دعت روسيا لمؤتمر آخر، في ميونيخ، يوم11 فبراير المقبل، للتفاوض حول الوضع في سوريا، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قوله في موسكو، أمس، إن الجولة المقبلة من المحادثات السورية وفقاً "لصيغة فيينا" ربما تعقد يوم 11 فبراير المقبل، لأن بلاده تعتقد أنه من الضروري ألا يجلس "ارهابيون في قناع جديد" على مائدة المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، ومن المعروف أن "صيغة فيينا" هي اجتماع على مستوى الوزراء، يضم كلا من الولاياتالمتحدة والسعودية وتركيا ومصر وروسيا وإيران وقطر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وعشية اجتماع جميع الأطراف التى تنتظر وضع حل نهائى للازمة السورية كانت قوات النظام الغاشم تركز بشكل لافت على جبهة الساحل، بهجوم على جبل التركمان للسيطرة على العديد من المواقع الإستراتيجية منها سلمى "وهي مدينة ساحلية على بعد 45 كلم عن اللاذقية"، وربيعة على بعد ستين كيلومتر شمال شرقي اللاذقية. وتأتي أهمية جبهة الساحل كون سلمى وربيعة من معاقل المعارضة الرئيسية القريبة من الحدود مع تركيا، التي تعد خط إمداد رئيسي للمعارضة، وفي الجبهة الجنوبية، بدأ بالسيطرة على اللواء 82 في الشيخ مسكين بريف درعا، وتأمين طريق دمشق درعا - قبل السيطرة على الشيخ مسكين على بعد 22 كيلومتراً عن درعا وثمانين كيلومترا عن دمشق وهي ذات أهمية على الصعيد العسكري كونها تضم قواعد عسكرية كبيرة تشكّل خط الدفاع الجنوبي عن دمشق، وفي ريف دمشق استطاع النظام فصل داريا عن معضمية الشام في الغوطة الغربية، مع قصف وغطاء مدفعي مكثف من الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري والفوج 100، وبذلك تدخل داريا في حلقة جديدة من الحصار المستمر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وفي ريف حمص وبمساعدة الطائرات الروسية استعادت قوات النظام بلدة مهين والجبال المحيطة بها، وفي ريف حلب الجنوبي نجحت في فك حصار داعش عن مطار كويرس العسكري الذي استمر ثلاثة أعوام، ومع تواصل العمليات العسكرية يسعى النظام وبدعم روسي لحل عسكري للصراع بإخراج المعارضة من معاقلها على الأرض. على صعيد متصل أكدت المعارضة السورية، أنها تتطلع بإيجابية للموافقة على المشاركة في العملية السياسية المفضية إلى بدء مسار الحل السياسي للأزمة الحالية استنادا إلى بيان جنيف الصادر عام 2012 وقرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013، وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية على أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، دون أي استثناءات أو انتقائية في التنفيذ على أرض الواقع. ويحدد هذا القرار وقف إطلاق النار، والمطالبة بخريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وتشكيل حكومة إنتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم إنتخابات خلال 18 شهرا، بدون وجود بشار الأسد. وكشف المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن هذه النقاط تشمل الإجراءات التي يتم تحضيرها في الأروقة الدولية على عجل ودون مراعاة لبعض الترتيبات المهمة التي لا يمكن إغفالها. وأشار على وجه الخصوص إلى دور الأممالمتحدة في تنفيذ المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254، والتي تنص على: رفع الحصار عن المناطق والمدن، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي، ووقف أية هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية والإستخدام العشوائي للأسلحة، بما في ذلك القصف المدفعي والقصف الجوي. وأكد حجاب، الذي كان رئيسا للحكومة قبل أن ينشق عن النظام عام 2012، "أن الوقت لم يفت بعد لتدارك الوضع، وعلى المجتمع الدولي أن يكون واضحاً حاسماً في هذه المسألة وإلا فإنه لا يمكن عقد مفاوضات جادة". وأعلنت مصادر مسؤولة: أن مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، رد على رسالة المعارضة التي وجهتها لأعضاء مجلس الأمن والتي طالبت بالتزام الدول الخمس دائمة العضوية تطبيق القرار 2245 قبل اتخاذ قرار المشاركة في مفاوضات جنيف. وأوضحت المصادر أن رد "دي ميستورا" كان إيجابيا ومشجعا للمعارضة بشأن مشاركتها في المفاوضات، حيث أشار إلى أن مسألة إدخال المساعدات ووقف قصف المدنيين مسائل غير خاضعة للتفاوض، بحسب الفقرة 12 و13، باعتبارها حقا مشروعا يعبر عن تطلعات الشعب السوري. ميدانياً، كثفت قوات النظام السوري حملتها العسكرية المسعورة بمساندة جوية من الطيران الروسي خلال الساعات الماضية إستهدفت قصف مواقع المدنيين العزل لتحقيق مكاسب على الأرض في المعارك مع مسلحي المعارضة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن مقتل 471 مدنيا منذ مطلع يناير الجارى.