■■ لا يختلف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كثيرا عن اتحاد القدم السعودي، فكلاهما من فصيلة واحدة كونهما يتسمان بالضعف وعدم القدرة على المواجهة والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة وتمييع القضايا الشائكة بطريقة ساذجة.. ■■ فالاتحاد السعودي «اتحاد احمد عيد» وبعيدا عن الفوضى التي أحكمت قبضتها على مفاصله وتُغلف معظم قراراته الارتجالية إن لم يكن جميعها والتي كان آخرها نقل مباراة الشعلة والنصر للمجمعة، فهو اتحاد يعج بالقضايا التي باتت قضايا رأي عام ومازالت حبيسة الأدراج، حيث لم تر نتائج التحقيقات النور مع أنه يفترض اتخاذ قرارات سريعة وعادلة تحفظ حقوق الأندية. ■■ ومن تلك القضايا التي لم يتم البت فيها حتى الآن، قضية الرشوة التي فجرها لاعب الدرعية علاء مسرحي نهاية الموسم الماضي واتهم من خلالها نادي القادسية، وكذلك قضية النادي الأهلي ضد لجنة الاحتراف بسبب الخطاب المرسل للاتحاد الدولي والذي تضمن في طياته إساءة مباشرة للأهلي.. ■■ أما الاتحاد الآسيوي «اتحاد سلمان بن إبراهيم» فقد أثبت بالدليل القاطع أنه اتحاد لا حول له ولا قوة عندما يكون الأمر متعلقا بالاتحاد الإيراني وأنديته، فمنذ سنوات طويلة والأندية السعودية المشاركة آسيويا تعاني من الإرهاب والبلطجة التي تمارس ضدها قبل وأثناء وبعد المباريات التي تخوضها في إيران، ومع ذلك وقف اتحاد القارة موقف المتفرج ولم يتخذ أي عقوبات رادعة إزاء تلك التصرفات الهمجية التي تمثل خرقا لقواعد اللعبة وتتنافى ومبادئ المنافسة الشريفة.. ■■ ورغم تطور الأحداث على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة بعد إحراق السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد، والذي أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ورفض الأندية السعودية الذهاب إلى إيران وفي ذات الوقت المطالبة بنقل مبارياتها لأرض محايدة، إلا أن الاتحاد واصل خنوعه وخضوعه وبرهن على أنه أضعف من أن يُدير اللعبة في القارة الصفراء، وأكد عدم قدرته على حماية الأندية المشاركة في بطولاته وحفظ حقوقها.. ■■ فهذا الاتحاد المرتعش بدلا من اتخاذ قرار حاسم وجريء يقضي بنقل المواجهات المباشرة بين الأندية السعودية الإيرانية المشاركة في دوري أبطال آسيا إلى أرض محايدة، فاجأنا بقرار مهترئ عندما قرر ترحيل تلك المباريات إلى نهاية الدور الأول من دوري المجموعات وأجّل اتخاذ قراره النهائي بهذا الشأن حتى منتصف شهر مارس المقبل.. ■■ أخيرا.. أتمنى أن يراجع اتحاد القارة حساباته ولا يتنصل من مسؤولياته تجاه الأندية المشاركة في بطولاته، أما الأندية السعودية فعليها حمل المشعل وتبنّي قضيتها العادلة إلى نهاية المطاف وعدم الانصياع لقرارات الاتحاد الآسيوي مالم تتسم بالعقلانية والحكمة وتحقق العدالة المنشودة التي تكفل سلامتها وتحفظ حقوقها المشروعة..