كان خروج منتخبنا الاولمبي من كأس آسيا المقامة حاليا في الدوحة والمؤهلة لأولمبياد ريودي جانيرو 2016 بالبرازيل متوقعا، وليس بمستغرب بسب عدم اهتمام اتحاد القدم بهذه البطولة، وأيضا عدم حرصه على تجهيز الاخضر بشكل جيد قبل خوض البطولة، وتكراراً لمشكلة المنتخب الاول الذي شارك في كأس آسيا في استراليا 2015 عندما تمت اقالة المدرب الاسباني لوبيز كارو قبل انطلاق البطولة بأيام، والاستعانة بالروماني اولاريو كوزمين مدرب الاهلي الاماراتي، ويتكرر نفس الشيء مع المنتخب الاولمبي بالتعاقد مع المدرب الهولندي اردي كوستر وابعاد الوطني بندر الجعيثن قبل ان يعود مرة أخرى ليصبح مساعدا له، بالإضافة الى تغيير كبير في عناصر الفريق التي شاركت في تصفيات البطولة والتي أُقيمت في العاصمة الايرانية طهران، حيث تجاوز الاخضر مع بندر الجعيثن المنعطف الاصعب من خلال تجاوزه المنتخب الايراني على أرضه وبين جماهيره، وخطف البطاقة الوحيدة، رغم انه كان يلعب بفرصة واحدة، وهي الفوز فقط لا غير. لا اعلم كيف يفكر اتحاد القدم، ألم يكن من الأفضل والاجدى للمنتخب بقاء الجعيثن مدربا في هذه البطولة؟ وبعد التأهل الى الأولمبياد يستلم المهمة الهولندي كوستر حتى يكون عنده وقت طويل للتحضير والاعداد، وليس كما حدث الآن عندما تم الاعداد لهذه البطولة في مدة لا تتجاوز الاسبوعين في منطقة جبل علي، من خلال خوض مباراتين وديتين امام العراق وكوريا الجنوبية، مما اثر على مستوى المنتخب ككل، واصبحنا "حيطة هبيطة" لمنتخبات كانت لقمة سائغة لنا. الاتحاد السعودي يعمل بلا منهجية واضحة، وهناك تخبط كبير في قراراته الحاسمة، وهذه القرارات مؤثرة على المنتخبات بشكل عام، لكننا احوج ما يكون حالياً للتخطيط السليم والاعداد المبكر للمنتخبات السنية، ولا ننتظر لقبل انطلاق البطولات بأيام قليلة، ونتذكر حينها ان لدينا مشاركة يجب الاستعداد لها، فإذا استمر الحال بهذا الشكل فلن تقوم لنا قائمة بعد الآن، وكما قلت سنستمر "حيطة هبيطة" لمنتخبات كانت لنا لقمة سائغة. اتمنى الاستقرار لمنتخباتنا في جميع الفئات وكثرة تغيير المدربين لن يفيد كرتنا في شيء، بل سيزيد الوضع سوءاً، وكذلك ايجاد طرق بديلة لاكتشاف المواهب لان الاندية حاليا اصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز بالشراء والبيع، ولن نجد أي موهبة قادمة الا نادرا، واذا برزت خطفها النادي الكبير ويتفنن في قتلها بشتى الطرق من خلال جعلها حبيسة لدكة الاحتياط والشواهد على ذلك كثيرة. إذا اردنا ان ننافس في المستقبل علينا ان نحضر جيدا، ونستعد مبكرا بدون اتخاذ قرارات عشوائية تجعل كرة القدم السعودية محلك سر، حيث اصبحنا نتباكى على أطلال ماضينا الجميل، اكثر من التفكير في المستقبل.