من يقل إن أهالي القطيف مقتنعون بتلك الأعمال الغوغائية التي يقوم بها حفنة من الخارجين على النظام، بل من يقل إن أهالي العوامية أنفسهم يرضون بذلك وهم أول من يعاني جراء تلك الأعمال المتهورة والطائشة.. من يقل ذلك فقد تجنى على الحقيقة التي يثبتها الواقع من خلال الغالبية من العقلاء والمدركين لعواقب الأمور والعارفين بأن هناك من يحاول أن يستغل المشهد حتى يكون ما تعانيه دول الجوار من فوضى وتدمير وقتل حاضرا في واقعنا.. وأهلنا في القطيف والعوامية يعلمون قبل غيرهم أن الخارجين على النظام ممن يتلبسون بالدين ويجعلون المذهبية والطائفية ذريعة لهم هناك شيء آخر يحركهم وبشهادة المطلعين على خفايا الأمور من أهالي العوامية بالتحديد، وأن من يثيرون المشاكل هم في حقيقتهم أصحاب سوابق جنائية ومروجو ممنوعات. دعونا نتفق جميعا على أننا كبقية المجتمعات في الدنيا لن يكون الكمال والرضا هو السائد من الجميع حتى على مستوى البيت والأسرة الواحدة.. ان اتفقنا على ذلك فهذا لا يقدم العذر إلى كل من يؤجج ويراهن ويدعي أن هناك حقوقا تهضم واقليات تهمش ويحاول أن يتجاوز الحقيقة إلى ما يريده هو وليس إلى ما يثبته الواقع ليضخم الصغائر ويتغافل عن كل ما هو إيجابي.. التنمية في بلادنا شملت الجميع في كل القرى والهجر دون التفريق أو التفرقة بين المناطق وأهلها. ومن يتحجج بما يسميه الأقليات فكل يمارس مذهبه دون تدخل أو مضايقة من الدولة، وجوهر الحقيقة يثبت أننا في هذه البلاد مجتمع واحد بل أسرة واحدة على اختلاف مناطقنا ومذاهبنا وقبائلنا، ومثلما ننعم جميعا بخيرات هذه الأرض إلا أنه حتى ما يكون في واقعنا من سلبيات مثل البطالة المفتعلة والتستر وغير ذلك من الأمور التي يكون لبعض المواطنين الدور في وجودها فكل ذلك ساوى بين الجميع أيا كانوا في المعاناة. إلى كل من يقومون بتلك الأعمال الخارجة عن النظام في العوامية لو سألناهم عن مبررات ما يقومون به من ترويع للآمنين وتعطيل للتنمية فهل يكون لديهم اجابة مقنعة..!! أهالي القطيف والعوامية يعانون كثيرا من أولئك المؤدلجين بالرغم من تسامح الدولة وترويها لأنها لن تحاول أن تحاسب إلا أصحاب الجريرة الفعليين دون سواهم، كما كان منها بالفعل في تنفيذ الشرع في من استحقوا العقاب دون الأخذ في الاعتبار من كانوا أو من أين هم. ومن منطلق العدل والانصاف وذكر الحقيقة والتسليم بأن في كل مجتمع شواذ ومخالفين فإنه يجب أن لا نحكم بالمطلق وأن ننزه أهلنا في القطيف والعوامية في إخلاصهم ووطنيتهم وحرصهم على الأمن وأن لا نترك المجال مفتوحا للعنصريين ومن تحركهم الطائفية وتغريهم المذهبية من جميع الأطراف وممن يجعلون المذهب هو المقياس للوطنية أو العكس.. وأن يكون الإخلاص والعطاء والإنتاجية السمة والعنوان والميزة للمواطن الصالح.. أمير المنطقة الشرقية الامير سعود بن نايف يقول في أحد لقاءاته بالمواطنين (يأتي إلى مكتبي المواطن سواء كان شاكيا أو موجها أو طالبا لأي أمر كان لا أسأله عن منطقته أو مذهبه أو قبيلته ولا يهمني ذلك ولا أهتم لأي شيء إلا أنه مواطن). لا نحتاج إلى من يعلمنا الوطنية من خلال التأجيج والتخوين لغيره والتنزيه لنفسه وإذكاء النعرات الطائفية ولا حتى إلى من يقنعنا بالخروج على النظام بحجج واهية ليست في مصلحة وطننا الذي يتسع للجميع.. كل ما نحتاج إليه هو أن نعي أن الحب بين كل أطياف مجتمعنا والتعايش والاحترام والإخلاص هو ما يجعل وطننا ينمو ويزدهر ويتطور ومن يعتقد بغير ذلك فليحتكم إلى التاريخ.