أقام النادي الأدبي بالرياض مساء الأربعاء الماضي محاضرة بعنوان "المرأة والقيم: قراءة في الشعر العربي القديم"، ألقاها الباحث الدكتور إبراهيم بن محمد أبانمي الأستاذ المشارك في قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأدارها خالد بن عبدالله الغانم بحضور عدد من المثقفين والأدباء، يتقدمهم الدكتور محمد الهدلق والدكتور عبدالعزيز المانع والدكتور عبدالرحمن العتل. تطرق الدكتور أبانمي في محاضرته للكثير من النصوص التي تتضمن أنساقاً قيَّمة في الأدب العربي القديم، مبيّناً رؤية ذلك الأدب لمحل المرأة من القيم، مفرّقاً بين صورتين للمرأة حضرتا في الشعر وهي الصورة الذهنية لها من جهة (علاقة الرجل بها، ورغبته فيها). والصورة الأخرى هي صورة (جنس المرأة) مقابل (جنس الرجل) وهي صورة تميل إلى الجانب السلبي. واجتهد الباحث في النظر المعمّق في النصوص الإيجابية، مفتّشا في الأنساق السلبية التي تشتمل عليها وتكاد تخفيها؛ لكون الدلالات السلبية المستمدة من الأنساق الثقافية في النصوص الإيجابية أكثر صدقا، وقد حاول المحاضر التفريق بين القيم (الذكورية والأنثوية) و(النفعية والمطلقة) و(الخاصة والعامة) إلى غير ذلك، متتبعاً محل المرأة في رؤية الثقافة العربية القديمة من تلك القيم، وتصوّر تلك الثقافة لها، منتهيا إلى عدد من النتائج، وقد وعد الحضورَ بأن تكون هذه المحاضرة جزءاً من بحث موسّع ينشر لاحقاً. بعدها بدأت المداخلات من الحضور، ومنها مداخلة حادة من رجاء عبدالقادر حسين التي انفعلت كثيراً، وطالبت بإحراق جميع الشعر الذي يتضمن ذماً للمرأة، وجاء رد من خلال مداخلة أخرى ألقتها الدكتورة هيفاء الفريح، وفيها أكدت أهمية تراثنا واحترام كل ما ورد فيه، وأن الجنسين: الذكر والأنثى ليسا جميعاً بمعزل عن المناقص والعيوب، والشعر هو مرآة تصوّر ما ترى، وإذا سخط الأديب ذكر العيوب، وإذا رضي استدعى المحاسن. من جهته، شكر رئيس النادي الأدبي بالرياض المحاضر والحضور، وأشاد بالتفاعل العلمي والنقاش الذي واكب المحاضرة، مفيداً بأن النادي الأدبي سيستمر في دوره الثقافي الجاد في تحريك الفضاء الثقافي، سواء بإقامة المحاضرات أم الفعاليات الأخرى، أم نشر الكتب والأبحاث والإبداع الجاد. كما شكر رئيس (لجنة الشعر) في النادي وكافة أعضائها؛ لما يقومون به من جهد تواصلي ثقافي مثمر، كان من ثمراته هذه المحاضرة. من جهة أخرى، ينظّم النادي بمقره بحي الملز في المدة من (7-9 فبراير2016م) ثلاث فعاليات بالشراكة مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وهي أمسية وندوتان.