قال الأستاذ المشارك في قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور إبراهيم أبانمي بوجود فرق كبير بين صورتين للمرأة حضرتا في الشعر، وهما الصورة الذهنية لها من جهة علاقة الرجل بها، ورغبته فيها. والصورة الأخرى هي صورة جنس المرأة مقابل جنس الرجل، وهي صورة تميل إلى الجانب السلبي. جاء ذلك في محاضرة "المرأة والقيم: قراءة في الشعر العربي القديم" التي استضافها نادي الرياض الأدبي أول من أمس وأدارها خالد عبدالله الغانم. وتطرق أبانمي لكثير من النصوص التي تتضمن أنساقا قيمة في الأدب العربي القديم، مبينا رؤية ذلك الأدب لمحل المرأة من القيم، وركز أبانمي في النظر المعمق في النصوص الإيجابية، مفتشا في الأنساق السلبية التي تشتمل عليها وتكاد تخفيها، لكون الدلالات السلبية المستمدة من الأنساق الثقافية في النصوص الإيجابية أكثر صدقية، وحاول التفريق بين القيم الذكورية والأنثوية والنفعية والمطلقة والخاصة والعامة إلى غير ذلك، متتبعا محل المرأة في رؤية الثقافة العربية القديمة من تلك القيم، وتصوّر تلك الثقافة لها، منتهيا إلى عدد من النتائج، وقد وعد الحضور بأن تكون هذه المحاضرة جزءا من بحث موسّع ينشر لاحقا. وفي المداخلات انفعلت رجاء عبدالقادر حسين وطالبت بإحراق جميع الشعر الذي يتضمن ذما للمرأة، وجاء الرد من خلال مداخلة أخرى للدكتورة هيفاء الفريح أكدت فيها أهمية تراثنا واحترام كل ما ورد فيه، وأن الجنسين: الذكر والأنثى ليسا جميعا بمعزل عن المناقص والعيوب، والشعر هو مرآة تصور ما ترى، وإذا سخط الأديب ذكر العيوب، وإذا رضي استدعى المحاسن.