أثار الدكتور طارق سعيد شلبي ، في محاضرته (ثقافة النص من الثانوية إلى التداول) التي القاها ضمن النشاط المنبري لنادي مكة الثقافي الأدبي العديد من القضايا الفكرية والأدبية والتعليمية ، حيث أكد ان ثقافة النص أمر أرحب من درس النص أو قراءته ، ذلك انه يتجاوز ذلك ليقدم رؤية ويساهم في تشكيل وعينا بالحياة. وانتقد الدكتور المحاضر الأسلوب الذي يتم فيه دراسة الأدب في المراحل الدراسية والذي يقوم على رؤية أحادية تلزم الطالب بالتعامل مع النص الأدبي ، فتقتل في الطالب الجانب التذوقي والجانب الابداعي ، ويصل إلى المرحلة الجامعية وهو لا يستطيع التواصل الحقيقي مع نصوص الأدب. كما انتقد المحاضر بعض الظواهر السلبية في المشهد الثقافي والادبي ومنها ثنائية التراثيين والمحدثين ، وثنائية البلاغي والناقد ، وثنائية المشرقيين والمغاربة .. وهذه الثنائيات أفقدت الاديب والناقد دورهما الحقيقي في قراءة الواقع وتطوير الحياة إلى الأفضل والأجمل .. ودعا المحاضر إلى التواصل الحقيقي مع الطلاب وسنجدهم كما نظن فيهم. وأكد الدكتور شلبي على ضرورة ربط الأدب بالحياة ، بتدريب الأبناء على تذوقه ، حتى لا يشعر الأديب أو الناقد أن الجمهور انصرف عنه وانه يكتب للمختصين فحسب .. وذلك لغياب ثقافة النص وعدم الاحساس بأن للنص دوراً منشوداً يمكن أن ينهض بالواقع الثقافي. أدار هذه المحاضرة الشاعر متعب عوض الغامدي ، مثنياً عليها وعلى المحاضر ، في حين عقبت عليها عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي أمل محيسن القثامي مشيرة إلى أن الصدام بين التراث والحداثة يرجع إلى العقلية العربية ، التي تميل إلى التحليلية الظاهرية وكانت مداخلة الدكتور عبدالعزيز الطلحي تشير إلى ما تكشف عنه (ثقافة النص) من أفكار يبشر بها الكاتب ، وأن مفهوم التداول نقدياً يلامس أثر النص في المتلقي.