في الآونة الأخيرة لم يعد خافيا علو كعب الدبلوماسية السعودية، وتعاملها البات وفق المعايير الراسخة مع قضايا المنطقة بشكل عام والعلاقة مع إيران بشكل خاص.. إلا أن المتابع لطرح وسائل الإعلام العالمية يجدها قد وضعت السعودية في الخانة السلبية واستهدفت تشويه صورة القيادة السياسية وشعبها بتغطيات جائرة وتعامل متحامل! أعتقد أن دور سفاراتنا كان حائرا، وكان دون مستوى الطموح لمواجهة هذه الهجمات المضللة، ليسرح الإعلام الغربي ويمرح راتعا في الدعم الإيراني، ويسهم في إيجاد صورة سالبة عنا لدى المجتمعات الأوروبية، بل ويسهم في تصوير الإرهابي نمر النمر على أنه «مناضل» يدافع عن حقوق الأقلية الشيعية، وأن المملكة تمارس أدوارا استفزازية تجر المنطقة لحرب مباشرة ومفتوحة مع إيران!! السؤال المهم: لماذا لم تقم سفاراتنا بدورها الإعلامي بالسرعة والتأثير المطلوبين؟!! أعتقد أن سفاراتنا تحتاج برنامجا جريئا وعاجلا للتحول، يبدأ بمنح صلاحيات مباشرة للسفراء للتعامل مع وسائل الإعلام، وضخ دبلوماسيين مع الإعلاميين المهنيين الممارسين للعمل الإعلامي في سفاراتنا وتمكينهم من التعامل مع وسائل الإعلام العالمية وفق المعايير المهنية. هذه الخطوة تجعلنا ننتقل مباشرة للخطوة التي يجب أن تليها، وهي مراجعة الأداء الإعلامي الدبلوماسي للسفارات، ومن ثم محاسبة كل سفارة إن كان ثمة تقاعس في امتلاك عنصر المبادرة، ودحض المعلومات المغلوطة والشائعات التي تستهدف صورة المملكة قيادة وشعبا.