الحسا حساك لو الدهر جفاك!! قبل أن اتطرق لسوق القيصرية لابد من الحديث حول هذا الشعار الجميل وما أجمله من شعار , لما فيه من عطف وحنان وكأن مدينة الاحساء الأم الرؤوم تودع ابناءها المغادرين بحثا عن لقمة العيش في طول البلاد وعرضها أو خارج الوطن بقولها: اينما اتجهتم يا أهلي ويا أبنائي لو جار عليكم الدهر فمدينة حساكم لن تنساكم, فقط تخيلوا هذه العبارات المعبرة ولا تستغربوا من حب أهل الاحساء لمدينتهم ومن عمل مع أهل الاحساء أو جاورهم يعلم جيدا قيمة وحب الاحساء من خلال أحاديثهم، وايضا من خلال شد الرحال مع نهاية كل أسبوع ومع كل اجازة وأعياد الى مدينة الاحساء، حينها لا تسأل عن جيرانك من أهل الاحساء فلن تجدهم, جيراننا في الحي العيسى, الهلال, الحجي, والشعلان شهود على كلامي!. من يتجه الى دولة قطر لابد من المرور على مدينة الاحساء، مدينة الخير والنخيل، مدينة النفط والعيون، مدينة امتازت بطيبة أهلها وتسامحهم, سؤال : من اغتال "القيصرية" وتمت اعادة بنائها بهذه الطريقة؟! والاغتيال هنا ليس مقصودا بل نتيجة سوء تخطيط في إعادة بناء القيصرية بعدما دمرها الحريق. للاسف أقولها بمرارة وإن كنت مخطئا يسعدني من يصححني: لم يوفق المسؤولون في اختيار التصميم لانه بصراحة قد يصلح ان يستخدم في أي شيء أو يطلق عليه (مجمع مسابقة الحصن الشهير) إلا ان يكون سوقا ومن يتسوق في القيصرية يشعر بأنه في دهاليز وصناديق ومربعات ذلك البرنامج الشهير, ولا نعلم الحكمة من تضييق الممرات وتصغير "الدكاكين" وهنا مكمن الحسرة ومن عاش في المنطقة الشرقية المجاورة لمدينة الاحساء لابد ان يكون في ذاكرته الشيء الجميل حول سوق القيصرية, عن نفسي لا أعرف القيصرية قبل الحريق ومن خلال قصص الكثير من الزملاء ودقتهم في نقل الصورة التاريخية عن السوق شعرت بمرارة وكأني من رواده. بينما سوق واقف في دولة قطر الشقيقة الشبيه بسوق القيصرية الى حد ما - حسب تصوري - استطاع ان يكون أحد أهم معالم السياحة في دولة قطر, والقائمون على السوق في قطر لم يعيدوا اختراع العجلة! بل العجلة موجودة، لكن كانت تحتاج لمن يصلحها!! قاموا بترميم السوق على نفس الطراز القديم, شجعوا النساء القطريات على فتح محلات ومطاعم شعبية تقدم وجبات محلية على سبيل المثال مطعم (ام عبد العزيز) لتقديم انواع الاطباق الشعبية (هريس, مرقوق, بلاليط, لقيمات... الخ) وأصبح مطعمها من المطاعم المحببة عند زوار السوق. نحتاج لقرار ممن يملك القرار في هذا الجانب, باعادة القيصرية كما كانت، بل افضل, السوق يحتاج الى توسعة الممرات, ايجاد مقاه, أماكن للاحتفالات ان كانت المساحة تسمح بذلك مع مطاعم شعبية أسوة بمطعم أم عبدالعزيز, لانه لدينا الكثير من الأمهات المحتاجات أمثال أم عبدالعزيز، وبهذا يكون انفتح باب رزق جميل للمحتاجات والمحتاجين، والاجمل ان يكون لدينا رافد سياحي، فلماذا لا نستمتع بأسواقنا؟ الاخوة من أهل الاحساء ذكروا لي ان هناك سوقا شعبيا يضاهي سوق واقف, لكن ما يمنع ان يكون لدينا سوق شعبي وسوق القيصرية, نحتاج الاكثار من توفير الاماكن السياحية التي تتمتع ببنية تحتية راقية، فهل يحلم أهل المنطقة خاصة أهل الاحساء بعودة السوق الى الحياة؟ وهل نستبشر خيرا ونسمع عن عملية "قيصرية" عاجلة تعيد الحياة للقيصرية..؟؟.