في مراحل التنمية لا يمكن إخفاء أثر سياسات تخطيط المدن الاقتصادي والاجتماعي والعمراني، وبعد كارثة سيول جدة العام الماضي كان تخطيط المدينة من أسباب الكارثة، وهذا يؤكد أهميته كمهنة إنسانية قيادية تساهم في تحقيق أهداف التنمية ومواجهة الكوارث الطبيعية وحماية الأرواح والاقتصاد الوطني ومواجهة الفساد الإداري والمالي وتساهم في إنجاح المشاريع العمرانية، وتعكس ثقافة التزام المجتمع بالنظام في مراحل تفاعل الإنسان بالمكان. وفي كارثة أمطار وسيول جدة هذا العام 1432ه نشر صحفي رد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لإحدى الصحف المحلية حول محاسبة المسؤولين عما حدث في جدة هذا العام من كارثة جراء هطول الامطار بعد كارثة العام الماضي حيث قال (بالنسبة للأفراد لا أستطيع أن أقول فلان وفلان، ولكن أستطيع أن أقول إن الذين خططوا مدينة جدة وأقاموا شوارعها منذ بدء التخطيط وحتى هذا اليوم كلهم مسؤولون عما جرى من أضرار جراء الأمطار والسيول). في مراحل التنمية الشاملة وأثرها على الإنسان والمكان تبرز أهمية التأكيد على إسناد مشاريع تخطيط المدن للمتخصصين بتخطيط المدن.ان لسياسات تخطيط المدن دورا مهما في مراحل التنمية، وما تعيشه مدننا من قضايا كعدم وجود بنية تحتية كافية، وعدم وجود أراض كافية للمنح وللخدمات وبعض المشاريع التنموية وتداخل استخدامات الأراضي ووجود مساكن في الأودية وممرات السيول تبرز أهمية طرح موضوع تخطيط المدن في أحد الحوارات الوطنية للتعريف والتثقيف بأهمية التخطيط ودوره في تحقيق أهداف التنمية بجميع القطاعات وإنجاح تنفيذ المهام المناطة بأفراد المجتمع في مشاركتهم في مراحل التنمية. كما تبرز أهمية دراسة مجلس الشورى لموضوع تحويل وكالة وزارة تخطيط المدن بوزارة الشؤون البلدية والقروية الى وزارة لتخطيط المدن، بالإضافة إلى دراسة موضوع إيجاد نظام للتخطيط العمراني (قانون للتخطيط العمراني) يوضح دور المشاركين فيه من القطاعات المختلفة تجاه العمل التخطيطي العمراني والمهام والصلاحيات لتعزيز مبدأ الشفافية وتسهيل عملية المساءلة والمحاسبة، وقفل الطريق على من يحاول تغيير ما تم تخطيطه ويتسبب حاضراً ومستقبلاً في كوارث وخسائر في الأرواح والممتلكات، وفوق ذلك كله حتى لا تصبح مهنة تخطيط المدن مهنة من لا مهنة له. وفي مراحل التنمية الشاملة وأثرها على الإنسان والمكان تبرز أهمية التأكيد على إسناد مشاريع تخطيط المدن للمتخصصين بتخطيط المدن ومتابعة ذلك عن طريق المجالس البلدية بمتابعة مراحل العملية التخطيطية للمدن ومكوناتها ومن شارك في إنجازها وتقييمها وتطويرها فمن خلال المراحل يمكن الوقوف على التفاصيل. وأخيراً وليس آخرا مسؤولية تخطيط المدينة مواجهة حاضر المدينة ومستقبلها وعدم تجاهل ماضيها وهنا تكمن خطورة تصدي غير المتخصصين لقضايا تخطيط المدن. [email protected]