تأتي مناسبة مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم، لتحمل مشاعر الفرح والسرور ابتهاجاً وفرحا. إن الملك سلمان - حفظه الله - حاضرُ دائماً في صياغة قرارات الدولة وصناعة مواقفها الداخلية والخارجية، منذ ما يقارب الخمسين سنة الماضية انطلاقاً مما يملكه من حنكة سياسية، ورؤية سديدة، واطلاع تاريخي عميق، وخبرة إدارية ثرية انعكست آثارها إيجاباً على القرارات السياسية والتنموية للمملكة. إن الحنكة السياسية ورؤية الإصلاح الاقتصادي والحراك المؤثر على المستويين الاقليمي والدولي التي اتسم بها الملك سلمان - حفظه الله - عززت المكانة المرموقة التي أصبحت المملكة تحتلها حالياً. واستطاعت حماية المملكة من تداعيات وآثار التقلبات الاقتصادية والظروف غير العادية التي تواجهها أسواق النفط، كما جعلت المملكة في هذه الفترة العصيبة التي تشهد فيها المنطقة ويلات الحروب والصراعات، دولة ذات ثقل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً على الساحة الدولية. وعلى الصعيد المحلي وضع خادم الحرمين الشريفين - بعد أن تولى القيادة في المملكة - أهدافاً استراتيجية، جعل في مقدمتها كيف يكون هذا المواطن هو المستفيد. وامتداداً لاهتمامه وعنايته وحرصه أصدر - حفظه الله - العديد من القرارات والأوامر منها: إلغاء اللجان والهيئات والمجالس العليا وإنشاء مجلسي: الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية منعاً للازدواجية في الأهداف وآليات العمل بين جميع الأجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة المختلفة التي ستؤدي لزيادة كفاءة الأداء ومستوى التنسيق، وتسريع آلية اتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها، ورسم الاتجاهات المستقبلية، ووضع خطط وأهداف عملية قابلة للقياس والمتابعة لإحداث تنويع ونمو اقتصاديين وتنمية مستدامة، بغية الوصول إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات، بما يتواكب مع التطورات والمتغيرات المتسارعة. كما أن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة كان من أول اهتماماته - حفظه الله - ويؤكد ذلك ما أصدره من توجيهات بشأن تطبيق برنامج التحول الوطني لنقل المملكة لمصاف الدول المتقدمة صناعياً لتحقيق المزيد من المنجزات التنموية العملاقة. ورغم انخفاض أسعار النفط إلا ان ميزانية الدولة لهذا لعام اتسمت بالشفافية والكفاءة، وركزت على تحسين الأداء الحكومي والاستمرار في الصرف على المشاريع التنموية التي تنعكس على رفاهية المواطن. * مدير عام فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالمنطقة الشرقية