لم تكن ليلة ال34 قراراً ملكياً، التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليلة عادية لدى المواطنين، إذ تمت فيها إعادة تشكلٍ للدولة وأجهزتها ووزرائها، وإعلان رؤية ومسار العهد الجديد من خلال التركيز على الجانب التنموي. استهدفت الأوامر الملكية دعم الفئات الأكثر احتياجاً، شملت أيضا العفو عن سجناء الحق العام وفق القواعد الواردة من وزارة الداخلية؛ يشمل العفو من الغرامات المالية بما لا يتجاوز 500 ألف ريال، وإبعاد السجناء المقيمين بعد الإفراج عنهم، والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية. ولم تهمل الأوامر قطاع الخدمات، الذي خصص له 20 مليار ريال لتأمين خدمات الكهرباء والمياه لمخططات المنح. واتجهت الأوامر أيضا للشباب، الذي كثيرا ما وجه الملك سلمان ايده الله وحفظه وسدد خطاه، بالعمل على تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم، وتأهيل الأندية الرياضية والثقافية، ودعمها بما يمكنها من القيام بدورها المنشود في تشكيل عقول الناشئة وتنميتها، وهو ما بدأه الملك سلمان بصرف 10 ملايين ريال لكل ناد أدبي، و10 ملايين ريال لكل ناد من أندية الممتاز و5 ملايين لأندية الدرجة الأولى ومليوني ريال لبقية الأندية المسجلة. وبالرغم من ما حظيت به هذه الأوامر الملكية السامية من ارتياح شديد بين كل فئات الشعب السعودى، يرى المراقبون والمتابعون لأداء الملك سلمان كرجل دولة من الطراز الاول، أن بجعبته الكثير من الخبرات والأوامر الأخرى، التى تصب في مصلحة الدين والوطن والمواطن، قبل أن يتجه لتعزيز مكانة المملكة عالميا، والحفاظ على ما حققته من إنجازات واتخذته من مواقف شجاعة وثابتة إقليميا ودوليا. ويؤكد الملك سلمان في رؤيته أن المملكة سوفَ تستمر في اتِّباعِ السياساتِ الاقتصاديةِ والتنموية وتنفيذ الإصلاحات الهيكليةِ التي من شأنها تعزيزُ النموِّ القوي وتشجيع التنوّعِ الاقتصادي، ورفعِ معدلات التوظيف والمشاركة لجميع المواطنين، ودفعِ عجلةِ التنميةِ المُستدامة. إنه من خلال هذه القرارات يتضح توجه الدولة بإذن الله نحو سياسة التركيز والتمكين وإزالة التداخلات ومنع وقوع الازدواجية التي تؤدي للتجاوزات والخلافات وينعكس سلبا على الخدمات. رسالة تطمئن المواطنين بأن اقتصاد البلاد في خير، وأنه في بؤرة الاهتمام، وأن عليه في المقابل أن يكون على مستوى التطلعات، وأن يترجم حبه لوطنه إلى أفعال وتنمية. فعلى جميع المسؤولين اتباع سياسة الباب والإذن والقلب المفتوح للمواطن ويكونوا على قرب منه لتلبية احتياجاته وحل مشاكله وان يؤدوا ما أقسموا به بكل أمانه وإخلاص. (بسم الله الرحمن الرحيم.. أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني، ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوحَ بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدّي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص). سائلين الله التوفيق للجميع وان يحفظ ولاة أمرنا ويسدد خطاهم.