حذر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، من الإرهاب بوصفه فتنة هذا العصر، مؤكدا أن أكثر البلدان التي تأثرت بالإرهاب هي بلاد الحرمين، في حين أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله «عزّ وجل»، واتباع أوامره واجتناب نواهيه وحمده وشكره على فضله وإحسانه. جاء ذلك خلال خطبتي امس الجمعة في الحرمين الشريفين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط: إن تيسير العسير وتذليل الصعب وتسهيل الأمور أمل تهفو إليه النفوس، وتطمح إلى بلوغ الغاية فيه والحظوة بأوفى نصيب منه، وإدراك أكمل حظ ترجو به طيب العيش الذي تمتلك به أزمة الأمور، وتوجّه إلى خيرات تستبق إليها، وتنجو من شرور تحذر سوء العاقبة، مبيناً أن من الناس من إذا أصابه العسر في بعض أمره رأى أن شرا عظيما نزل به، وأن الأبواب قد أوصدت دونه والسبل سدّت أمامه، فتضيق عليه نفسه وتضيق عليه الأرض بما رحبت، ويسوء من ظنه ما كان من قبل حسنا، ويضطرب من أحواله ما كان سديدا مستقرا وربما انتهى به الأمر إلى ما لا يحل له، ولا يليق به من القول والعمل. وأكد الدكتور الخياط أن المتقين الذين هم أسعد الناس لهم في هذا المقام شأن آخر وموقف مغاير، بما جاءهم من البينات والهدى من ربهم، وبما أرشدهم إلى الجادة فيه نبيهم «صلى الله عليه وسلم»، فإنهم يذكرون أن ربهم قد وعدهم وعد الصدق الذي لا يتخلف، وبشّرهم أن العسر يعقبه يسر، وأن الضيق تردفه سعة، وأن الكرب يخلفه فرج، وهو موعود بشرط الإتيان بأسباب عمادها وأساسها التقوى التي هي خير زاد للسالكين وأفضل عدة للسائرين إلى ربهم ووصية الله تعالى للأولين والآخرين. وأشار فضيلته إلى أن مع التقوى يأتي الإحسان في كل دروبه، سواء ما كان منه إحسان إلى النفس بالإقبال على الله تعالى والقيام بحقه سبحانه في توحيده وعبادته بصرف جميع أنواع العبادة له وحده سبحانه، أو كان إحسان إلى الخلق يعم نفعه ويعظم أثره ويضاعف أجره، مبينا فضيلته أن من الإحسان التيسير على المعسر إما بإنظاره إلى ميسرة وإما بالحط عنه. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الالتزام بدعاء النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي كان يدعو به عند تعسر الأمور وذلك بقوله: «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا»، ملتزما في ذلك آداب الدعاء وسننه من إخلاص لله وابتداء بحمده سبحانه والثناء عليه والصلاة على نبيه «صلى الله عليه وسلم» واستقبال القبلة وإلحاح الدعاء. وتحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي عن الرحمة التي بشر الله بها العباد في بداية كل سورة من القرآن، ووصف بها نفسه في مواضع كثيرة من القرآن، ووصف رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الله «عز وجل» بالرحمة فقال: (إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش). وتابع فضيلته القول: إنه إذا أقام الناس أحكام الشرع دفع الله عنهم عقوبات الذنوب، وصرف عنهم الكوارث والمهلكات في الدنيا، وعافاهم من عذاب الآخرة، فإذا فرط الناس في أحكام الشرع عوقب المفرطون بعقاب القدر. ودعا فضيلة الشيخ الحذيفي الإنسان إلى التفكر في رحمته ولطفه تعالى في الأوامر والنواهي والأحكام والحدود للوقاية من عقوبات القدر، ويدفع بها العذاب، موضحاً أن الحدود شرعها الله تعالى لحفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العرض والعقل والمال، وهي ليست للهوى؛ لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وحذر من الإرهاب بوصفه فتنة هذا العصر، حيث قام به بعض غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام والإسلام بريء من اجرامهم، مشيراً إلى أن الإرهاب ضرر منه الناس في أماكن كثيرة. وأضاف: إن أكثر البلدان التي تأثرت من الإرهاب بلاد الحرمين، وأن إنشاء الحلف الإسلامي كان لمحابة الإرهاب وصده عن الناس، مبينا أنه من حق الدول حماية مجتمعاتها وتحصين شبابها والحفاظ على عقيدته من الانحراف ورعاية مصالحها وترسيخ الأمن والاستقرار، وأردف أن الواجب تحصين الشباب من العقائد المنحرفة التي تخالف الإسلام.