تأتي الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمملكة شامخة بأمنها وأمانها، وبمنجزاتها التنموية، وبقراراتها الحازمة، بقيادة ملك العزم والحزم والحسم، هذا القائد الذي لفت أنظار ساسة العالم إلى أن المملكة قوية بحكمة قائدها، وصدق عزيمته، وقوة شكيمته، هذا القائد الذي امتلك صفات ومقومات القيادة منذ صغره، حيث تخرج في مدرسة الملك عبدالعزيز القيادية، وتعلم فيها أمور السياسة والإدارة، ورافق اخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وتشرب السياسة من خلال عمله معهم، وكسب بذلك خبرة إدارية وسياسية امتدت لأكثر من نصف قرن، وعايش خلالها- حفظه الله- الكثير من الأحداث العربية والعالمية التي شكلت ثقافته السياسية العالمية الواسعة، وأكسبته بعد النظر في اتخاذ القرارات المحلية والدولية. ولا أزال أتذكر ما قاله الملك فهد- يرحمه الله- في إحدى المناسبات من ثناء على الملك سلمان، عندما كان أميراً على الرياض، حيث قال: «الأمير سلمان حاكم الرياض»، وكم تعني هذه الكلمة الموجزة من معاني القيادة، والثقة في القائد. لقد عرف عنه- حفظه الله- الحزم حين لا يكون غير الحزم، وما قراره التاريخي بإطلاق عاصفة الحزم التي جنبت المملكة والخليج شرور إيران، إلا دليل على صواب رؤيته وحزمه، ويعكس قراره إعادة الأمل ما يحمله من حب ورأفة بالشعب اليمني الشقيق وتخفيف معاناتهم، فقل أن تجتمع الحرب والإغاثة في آن واحد، ولكنها اجتمعت بقيادة الملك سلمان، وهو- حفظه الله- يرعى الجانب الإنساني في المملكة، وهو كذلك ليّن في المواقف التي تتطلب اللين. وخلال عام من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، استحق احترام شعبه، وشعوب وساسة العالم، فلقد بدأ حكمه بإعادة هيكلة الوزارات، وتغذيتها بدماء شابة، وحرص أن يكون مؤشر الأداء هو الدليل على مستوى الإنجاز، مؤكداً- حفظه الله- على أن المواطن هو هدف التنمية الأول، وبذلك حققت المملكة خلال عام العديد من المنجزات التنموية في الداخل. وعلى المستوى الخارجي حققت المملكة بقيادة الملك سلمان مكانة مرموقة بين دول العالم، وما موقعها بين دول مجموعة العشرين إلا دلالة على ما تتمتع به من مكانة اقتصادية عالمية، كما أنها قادرة على صناعة قرار دولي لما تمتلكه من سياسة خارجية متوازنة ومعتدلة. وفي المحيط العربي والإسلامي جاءت قرارات خادم الحرمين الشريفين بإعلان التحالف العربي وإطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة، وإعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب شافية لصدور العرب والمسلمين، حيث أعاد- حفظه الله- لهم هيبتهم. إن المملكة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تحتفي فرحاً بمرور عام على تولي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم، وتعيش في عزة وشموخ، فلقد حاز- حفظه الله- إعجاب الداخل والخارج، وأصبحت المملكة مهابة من خلال المواقف القيادية، والقرارات السيادية، لا تأخذها في ذلك لومة لائم. ونتذكر كلمته- حفظه الله- عند إطلاق عاصفة الحزم، التي استمدها من والده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه: «الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والتَرك (بفتح التاء) أبو الفرك أبو الحسرات»، فالحزم يحتاج العزم، والعزم يأتي بالظفر، والترك لا يأتي إلا بالحسرات. حفظ الله قائد العزم والحزم والحسم والظفر الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأيده بنصره، وسدد خطاه بعضديه ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهم الله جميعاً، وحفظ مملكتنا من كل مكروه.