أثار إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت، أمس، أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، غضب الأسرة الدولية التي اعتبرت هذه الخطوة التي تشكل تقدماً مهماً في برنامجها النووي في حال تأكدت، "انتهاكاً" لقرارات الأممالمتحدة. وقال التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي: إن "أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح في السادس من يناير 2016 على أساس التصميم الاستراتيجي لحزب العمال" الحاكم. وأضاف: "بالنجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة". وتؤكد بيونغ يانغ أن التجربة أجريت بأمر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون قبل يومين من عيد ميلاده. وبعد ساعات على هذا الإعلان، قال دبلوماسيون: إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً في نيويورك في هذا الشأن. وقالت الناطقة باسم البعثة الأميركية في الأممالمتحدة، هاجر شمالي: إن الاجتماع: "سيعقد بطلب من الولاياتالمتحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول ال15 الأعضاء" في المجلس. إدانة وجاءت أولى الإدانات من كوريا الجنوبية المجاورة واليابان حليفتي الولاياتالمتحدة اللتين انتقدتا بعنف "الاستفزازات" الكورية الشمالية، لكنهما أكدتا في الوقت نفسه أنهما غير قادرتين على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول. وصرح نيد برايس الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في بيان، الليلة قبل الماضية: "أبلغنا بنشاط زلزالي في شبه الجزيرة الكورية بالقرب من مركز الاختبارات الكوري الشمالي". وأضاف: "نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين". وتابع برايس: "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حالياً (...) لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي، وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية". وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي، إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي. وقالت الحكومة الكورية الجنوبية، في بيان تلاه رئيس مجلس الأمن القومي عبر التلفزيون: "ندين بشدة إجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيرات الأسرة الدولية". وأضافت: "سنتخذ كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك فرض عقوبات إضافية من قبل مجلس الأمن الدولي (...) ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية". وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحافيين: "أدين هذه التجربة" التي تشكل تهديداً خطيراً لأمن بلدنا (...) وتحدياً خطيراً للجهود الدولية لمنع الانتشار" النووي. استياء الحلفاء وأثارت التجربة استياء الصين الحليفة الأساسية لكوريا الشمالية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ في مؤتمر صحفي: "نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف أي عمل يزيد الوضع سوءاً". وأضافت، إن الصين ستستدعي السفير الكوري الشمالي لتبلغه اعتراضها على التجربة النووية الأولى لبيونغ يانغ منذ 2013، والرابعة منذ بدء البرنامج النووي الكوري الشمالي. كما نوه مسؤول برلماني روسي إلى أن كل عمل تقوم به كوريا الشمالية "تنفيذاً لبرنامجها النووي يمس أمن روسيا". كما دانت التجربة فرنسا وبريطانيا اللتان اعتبرتا أنها "انتهاك" لقرارات الأممالمتحدة. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان: إن فرنسا "تدين" تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها كوريا الشمالية معتبرة أنها "انتهاك غير مقبول لقرارات" الأممالمتحدة، و"تدعو إلى رد قوي من قبل الأسرة الدولية". من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أنه "استفزاز" و"انتهاك خطير" لقرارات الأممالمتحدة. وقال: "إذا تبين أن المعلومات عن تجربة قنبلة هيدروجينية كورية شمالية صحيحة فسيكون ذلك انتهاكاً خطيراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، واستفزازاً أدينه بلا تحفظ". ثلاث تجارب سابقة ويستخدم في القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة النووية الحرارية الانصهار النووي. وهي تسبب انفجاراً أقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط. وسواء كانت تجربة لقنبلة هيدروجينية أو غير ذلك، يشكل هذا الاختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية تحدياً صارخاً لأعداء كوريا الشمالية ولحلفائها على حد سواء. وقد حذرها حلفاؤها من أن ثمن مواصلتها لبرنامجها النووي سيكون باهظاً جداً. وأجرت بيونغ يانغ ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في 2006 و2009 و2013. وأدت هذه التجارب إلى فرض عقوبات دولية عليها.