تحاول إيران كعادتها المستهلكة صرف النظر بافتعال الأزمات خارج أراضيها مع تغطية ما يحدث داخلها لتصرف نظر سكانها المعدمين عن واقعها المادي والاجتماعي ، والاقتصادي ، والصحي المتأزم.. ومازالت إيران تتعامل مع العالم على أنها دولة ثورية لا دولة نظامية .. وتقدم نفسها الممزقة كدولة ثورة لا دولة نظام. لقد تحولت مفاهيم وخطط وأهداف إيران من تصدير ثوراتها إلى تصدير ثرواتها فجوعت شعبها ليشبع أذنابها هنا وهناك، وعطّشت مواطنيها ليرتوي عملاؤها هنا وهناك .. وجهّلت مجتمعاتها لتعلّم أطرافها مذهبها الأحمق. من هوس إيران بافتعال الأزمات في كل مكان حاولت الدخول في كل دولة لتصنع لنفسها حزبا أو موالين لها.. اتجهت لكل نواحي آسيا حاولت في تايلاند وماليزيا ووصلت إلى بنغلادش، ثم اتجهت إلى أمريكا الجنوبية في كولومبيا، ثم مالت إلى أفريقيا في نيجيريا وتنزانيا، وحاولت الولوج إلى مصر والسودان والمغرب وها هي اليوم تحاول دخول تونس. كما اتجهت إلى شرق أوروبا فذهبت إلى البوسنة وألبانيا واستثمرت في تركيا واليونان، ثم عادت إلى أطراف آسيا الوسطى المتاخمة لها لتفتعل المشكلات مع أذربيجان وطاجاكستان وتتبنى فئات في أوزبكستان، وأوجدت لها أذرعا في أفغانستان وباكستان ، وحتى أمريكا وفرنسا لم تسلما منها، حيث توغلت باستثمارات ضخمة تمثل أسهما في بنوك كبيرة، وقبل كل ذلك كان ومازال لها أذناب في لبنان والبحرين وحاولت أن ترتب لمثلهم في بلادنا. المملكة العربية السعودية لم ولن تكون دولة أطماع وتوسع وتصدير ثورات، ولم تكن في حالة الفعل والمبادرة في السوء، بل دوما تكون متصدرة الموقف في تقديم الخير لكل طرف يتجه إليه ، ودوما تكون في حالة ردات الفعل حين تُمّس مصالحها ، أو تتعرض سيادتها لخرق ، أو إساءة.. ودائما ما تراعي مصالح الدول التي تنشدها وتلبي دعواتها ونداءاتها..ولو أرادت فعل ما تفعله إيران لاستثمرت واستغلت ورقة الأحواز العربية وأججت وضعها بما يسقط ايران كلها.. لكننا دولة نظام وتعاط سلمي ودعاة خير. المملكة لا تعادي ولا تقيم علاقاتها الدولية على أسس طائفية مقيتة فلو كانت تعادي الشيعة لعادتهم في أذربيجان - التي تحترم سيادتنا ونرتبط بعلاقات طيبة معها - وكذلك في أوزبكستان ولبنان - التي تمنحها المملكة مساعدات عديدة دون تفريق ولا تمييز بين طوائفها بينما تأملوا إيران من تركّز عليه في لبنان وبؤرها وطائفتها - ودول أخرى، لكن المملكة دولة سلام وأمان للجميع. قطع العلاقات نتيجة حتمية ومنشودة ونهاية طبيعية مع دولة توسعية واستكبارية تعادينا طائفيا وسياسيا، حيث إنها لا ترى بلادنا إلا بمجهرها المشوش وبعيون عوراء وتسعى لبث سمومها، لذا حين نحارب الإرهاب يجب أن نبدأ من نبذ إيران ذات الأطماع والادعاءات والتدخلات وننتهي بإقصائها من حياتنا السياسية. أما قضية الاعتذار فالاعتذار أسهل أمر تقوم به في السياسة، وعموما تعتذر أو لا تعتذر لا تفرق كثيرا فالنوايا السوداء حاضرة دوما لدى الصفويين والمجوس وأذنابهم في كل مكان، والدليل أن إيران لم تعتذر عن تدخلها السافر فيما يخص سيادتنا ، وتطفلها على قضايانا الوطنية وخصوصيتنا بلغة طائفية مقيتة .. وهل يسعها أن تعتذر عن تاريخ دموي نذكره في 1407ه وحادثة المعيصم، وعن تهريب المتفجرات في الحج، وزرع خلايا لها في بلادنا، ومحاولة اغتيال السفير السعودي وغير ذلك من الحوادث المشينة، التي كان النفس السعودي مضبوطا وطويلا جدا .. واليوم تتحقق النتيجة الطبيعية. المواطن الإيراني مغمم عليه، ومملوء بنوايا الشر.. ولو فكر برشد قليلا بعكس ما تفكر به حكومته السوداء وتأمل ما تفعل بلاده مع جيرانها وتداخلاتها وتمدداتها وحرص الملالي على الخارج أكثر من الداخل.. وما جرّه كل ذلك على معيشته المتدنية في بلد يعد غنيا لاتخذ موقفا يعيد كرامته، ولتوقف عن إيذاء نفسه. ختام القول : الحياد في قضايا الوطن السياسية والأمنية وفي مصالحنا هو انحياز للطرف الآخر، فلا حياد ازاء أمننا.. وحب الصمت المريب للمتلونين والمتبرمين، فبث المشاعر الصادقة تعزيز للوحدة والانتماء وتحفيز الآخرين، وتبيان للنوايا الطيبة والنقية، وتأكيد على مصداقية وعدالة أي مكون.