قال موقع ويللا الإخباري الإسرائيلي: إن الجنود الإسرائيليين ما زالوا موجودين على قائمة أهداف من وصفه ب "قناص الخليل" في الضفة الغربية، وإن الجيش الإسرائيلي ينتظر منه الخطأ الأول، فيما ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، أن المسلح الذي قتل شخصين وسط تل أبيب، الجمعة الماضي، فر من موقع الهجوم على قدميه ولوح لسيارة أجرة لتنقله إلى شمال المدينة ثم قتل سائق التاكسي قبل أن يترجل. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها قادة جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "شاباك" لكن قناص الخليل لا يترك خلفه آثارا تساعد في تعقبه وملاحقته. ويسود الاعتقاد لدى الضباط الإسرائيليين بأن هذا القناص الفلسطيني يعمل من داخل حي أبو سنينة، وقد سبق له أن قام بثلاث عمليات إطلاق نار، أسفرت إحداها عن مقتل جندي إسرائيلي، كما أصيب جنديان، مساء أمس الأحد، بإطلاق نار في عمليتين منفصلتين. ويجري الخبراء الأمنيون بإسرائيل ما وصفه الموقع الإخباري ب "حرب أدمغة" للقبض على قناص الخليل، وهم بانتظار أن يرتكب الخطأ الأول. وأشار الموقع الإخباري إلى أن قائد كتيبة يهودا "ياريف بن عزرا" أصدر قرارا في ضوء تزايد عمليات القنص بالاستيلاء على عدد من المباني العربية بالخليل بحيث تكون مطلة على الحرم الإبراهيمي، في وقت عزز جيش الاحتلال قواته داخل الأحياء العربية بالخليل، وأجرى عمليات تمشيط في محاولة للعثور على القناص، ولكن دون جدوى. وخشية التعرض لعمليات قنص أخرى، اعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل الفلسطينية، في ظل ما تسببت به هجمات الطعن من تناسي لعمليات إطلاق النار لبعض الوقت. وطارد «الرصاص المجهول»، جنود الاحتلال في الضفة الغربية، في الأيام الأولى من الشهر الرابع للانتفاضة الفلسطينية، فيما العام الجديد عملية فدائية في تل أبيب، أدت إلى مقتل مستوطنين، ولا تزال قوات الاحتلال «تطارد الشائعات» للعثور على منفذها. وفي سياق قريب، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس الإثنين، أن المسلح الذي قتل شخصين عندما فتح النار على حانة مزدحمة وسط تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، فر من موقع الهجوم على قدميه ولوح لسيارة أجرة لتنقله إلى شمال المدينة ثم قتل سائق التاكسي قبل أن يترجل عن المركبة. وقالت مصادر في الشرطة، طلبت عدم الكشف عن هويتها لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى: إن المشتبه به نشأت ملحم، الذي ينتمي لعرب إسرائيل وهو من سكان بلدة عرعرة شمالي إسرائيل، فر من موقع الهجوم على قدميه. وأضافت المصادر، أن المسلح لوح بعد ذلك لسيارة أجرة في شارع رئيسي قريب لتنقله شمالاً، حيث قتل السائق بالقرب من فندق على الشاطئ ثم قاد السيارة إلى طريق نمير قبل أن يتركها. واعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، في مقال كتبه بصحيفة معاريف، أن عملية تل أبيب تعتبر نموذجا جديدا من الهجمات الاحترافية تم التخطيط لها بدقة، وأشار كاتب آخر في موقع "ويللا" إلى التحاق البعض من عرب إسرائيل (فلسطينيي 48) بتنظيم داعش في بؤر التوتر. وقال بن دافيد: إن انخراط هؤلاء في موجة العمليات التي تستهدف الإسرائيليين ليس أمرا جديدا، لأن هناك شبانا آخرين نفذوا عمليات سابقة، لكن الجديد -وفقه- هو أن يستخدم منفذ عملية تل أبيب سلاحا ناريا، وهو أسلوب جديد في عمل الهجمات المعادية لإسرائيل، كما يراه. وأشار الكاتب إلى ما وصفها "الطريقة الاحترافية" في تنفيذ العملية ووصفها بالأمر اللافت، باعتبار أن المنفذ تعمد عدم حمل هاتف خلوي معه، حتى لا يتم تعقبه من خلاله، وهو ما يعني أن العملية من بدايتها حتى نهايتها خضعت لتخطيط دقيق مسبق، وأن المنفذ عرف من البداية ما هو مقدم عليه، من خلال إبدائه برودة أعصاب غير معهودة على منفذي عمليات سابقين. وأوضح الخبير العسكري أن نتائج استطلاع للرأي أجري أخيرا بين عرب إسرائيل، أشار إلى أن 15% منهم أبدى دعمه لأفكار تنظيم داعش، دون أن يعني ذلك اقتناعا كاملا بهذا التنظيم، لأنه من الناحية العملية فإن أعداد المنضمين أو المتعاطفين مع التنظيم من عرب إسرائيل عددهم أقل بكثير من أي جالية إسلامية أخرى بالعالم الغربي. وختم بن دافيد بالقول، إن كل عملية أو هجوم -كالذي شهدته تل أبيب، يثير من جديد هواجس الخوف بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، وفي حال ارتفع مستوى العنف لدى عرب إسرائيل-كما يقول- فإن اليهود لاشك أنهم سيتعرضون للمزيد من الهجمات الدامية، لكن العرب سوف يعانون أكثر. وفي السياق ذاته، تحدث المراسل العسكري لموقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط عن انخراط عرب إسرائيل في العمليات الهجومية ضد إسرائيل، ووصف ذلك ب"القنبلة الموقوتة" في ضوء أن منفذ عملية تل أبيب الأخيرة من عرب إسرائيل. وزعم بوخبوط أن بعض عرب إسرائيل ينضمون لصفوف تنظيم الدولة ويسافرون إلى سوريا، والبعض الآخر يخططون لتنفيذ عمليات داخل تل أبيب وإيلات، حتى لو كان الحديث عن أعداد قليلة. إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأن قوات من الجيش اعتقلت، الليلة قبل الماضية، 13 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنه يشبته في ستة منهم بالضلوع في "نشاطات إرهابية وأعمال مخلة بالنظام" ، مشيرة إلى أن من بينهم ثلاثة من ناشطي حركة حماس. وهدمت قوات إسرائيلية منزلين في القدسالشرقية بزعم قيام أصحابهما بارتكاب اعتداءات ضد إسرائيليين.