أصيب نحو ثلاثة عشر إسرائيلياً بجروح في هجوم بسكين نفذه فلسطيني من طولكرم شمال الضفة الغربية داخل حافلة إسرائيلية وسط تل أبيب، وقد سارع ساسة تل ابيب إلى تحميل السلطة والرئيس الفلسطيني وقيادات فلسطينية أخرى المسؤولية عنه من خلال ما وصفوه ب"التحريض على قتل اليهود". وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن فلسطينيا يبلغ من العمر (22 عاما) دخل إسرائيل دون تصريح، صعد إلى حافلة تابعة لشركة "دان" تحمل الرقم 40، في شارع بيغين، وسط تل أبيب وعلى الفور انقض أولا على السائق بالطعن، واتبعه بالركاب وتمكن من إصابة 13 شخصاً بجراح أربعة منهم وصفت بالخطيرة وثلاثة بالمتوسطة والبقية طفيفة، ونقلوا إلى مستشفيي "يخيلوف" و"شيبا" القريبين. ووفقا للمصادر الإسرائيلية ونقلا عن شهود عيان فإن المهاجم تمكن من الفرار من الحافلة بعد الهجوم مستغلا فتح أبوابها، إلا أن مجموعة من ضباط وحدة "نحشون" التابعة لمصلحة السجون تواجدوا بالصدفة في المكان لاحقوه وأصابوه بجروح في الساق قبل اعتقاله. حماس: الهجوم رد فعل طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي وكان فلسطيني نفذ عملية طعن بسكين في تل أبيب في نوفمبر الماضي، قتل خلالها احد جنود الاحتلال داخل محطة للقطارات. وأعلنت مصادر فلسطينية في طولكرم أن منفذ عملية الطعن في تل أبيب هو الشاب حمزة محمد حسن متروك (23 عاماً) من مخيم طولكرم، مؤكدة انه لا ينتمي إلى أي فصيل على الإطلاق. وأشارت المصادر، إلى أن قوات الاحتلال استدعت والد الشاب حمزة وعدداً من أقاربه إلى مقر الارتباط العسكري الإسرائيلي للتحقيق معهم. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ضباط وحدة "نحشون" كانوا ينقلون عدداً من المعتقلين إلى قاعة إحدى المحاكم في تل أبيب ويسيرون بمركبتهم خلف الحافلة التي وقع فيها الهجوم، عندما لاحظوا وضعاً غير طبيعي داخلها وتوقفها على الإشارة الخضراء ونزول الركاب وهم يصرخون بهستيرية. ولاحظوا المهاجم يفر فلاحقوه وأطلقوا النار عليه وأصابوه على بعد عشرات الأمتار قبل اعتقاله حيث أحيل للتحقيق. وإثر الهجوم أعطى المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دانينو تعليماته برفع حالة التأهب لقوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد، مشيدا بأداء أفراد الوحدة الخاصة التابعة لمصلحة السجون الذين سارعوا إلى السيطرة على المهاجم. وأثار الهجوم ردود فعل حادة وواسعة في إسرائيل على مختلف المستويات السياسية، وحمل حكام تل أبيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم. وسارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الربط بين هذا الهجوم في تل أبيب والهجمات التي شهدتها كل من باريس وبروكسل، في محاولة لمساواة أعمال المقاومة بالإرهاب وتأليب الرأي العام العالمي ضد الفلسطينيين. وادعى نتنياهو "أن الهجوم جاء نتيجة مباشرة للتحريض السام الذي يروج في السلطة الفلسطينية ضد اليهود ودولتهم". وأضاف: أن حركة حماس وهي شريكة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سارعت إلى الترحيب بالاعتداء وأنها نفسها أعلنت أنها ستقدم دعوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وأكد أن إسرائيل ستواصل العمل بقوة وحزم ضد الإرهاب الذي يحاول استهداف مواطنيها منذ تأسيس الدولة وستضمن عدم تحقيق مآربه. وفي ردة فعل أولى على الهجوم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 12 فلسطينيًا على الأقل خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها في مخيمي بلاطة وعسكر الجديد شرق مدينة نابلس. وأفادت مصادر أمنية في نابلس أن قوات الاحتلال نفذت حملة دهم واسعة لعدة منازل داخل المخيمين حيث قامت بتفجير أبواب أحد المنازل والعبث بمحتوياته واقتحمت منازل تعود لضباط وأفراد في الأجهزة الأمنية في المنطقة. من جهتها، وصفت حركة "حماس" الفلسطينية العملية في تل أبيب بأنها "رد فعل طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي". وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في بيان صحافي إن "عملية تل أبيب رد فعل طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني". أحد المصابين يتلقى العلاج في موقع الحادث «رويترز»