الولع بالصقور يجعل محبيها أكثر تمسكا بها، مهما كلفهم ذلك من عناء الجهد والوقت وإنفاق الأموال؛ لأنهم يجدون في تربية هذه الصقور وتدريبها على الصيد والتنقل بها من مكان إلى آخر شعورا يجمع كثيرا من عوامل الراحة والانسجام المبنية على مدى عشقهم المتوارث لهذه الصقور، وتخصيص الكثير من أوقاتهم بالقرب منها وتفقد أوضاعها الصحية بل وحتى النفسية. وسنحاول في هذه السطور الاقتراب قليلا من أصحاب هذه الهواية والتعرف منهم على بعض من خفايا هذا العشق، والولع الذي حط رحاله بين حنايا قلوبهم وسيطر على كثير من اهتماماتهم وتفكيرهم، حتى أنشدت القصائد في مدحها، وشيدت الأماكن لتربيتها، وذهب الكثيرون إلى تلقيب أنفسهم بأسمائها. يقول الصقار مبارك محمد القحطاني -وهو أحد أشهر محبي الصقور بالمنطقة، ومن قام على تهيئة أماكن خاصة لتربيتها والعناية بها-: عشقت هذه الهواية منذ الصغر ونشأ حبها وترعرع معي كهواية تميل إليها نفسي كثيرا، واكتسبتها من والدي وجدي اللذين يميلان أيضا بطبعهما إلى حب هذه الصقور واقتناء أفضلها؛ لما تمتلك من مكانة خاصة لدى العرب قديما وحتى يومنا، وما تتمتع به من إخلاص لصاحبها وذكاء وقدرة فائقة على الصيد، وهذه الأهمية والمكانة حلقت بأسعارها إلى مستويات وصلت إلى المليون ريال وربما أكثر، مشيرا إلى أنه دائم الخروج لرحلات القنص، وكانت رحلته الأولى إلى شمال المملكة واستطاع صيد عدد من الحبارى والأرانب وطيور الكراوين خلال هذه الرحلة. ويبّين الصقار خير الله عايد العجمي أن أفضل أنواع الصقور هو الحر ثم الشاهين ثم الجير، ويوجد أنواع كثيرة أخرى ولكن لعل هذه الأنواع تعتبر من أفضلها خاصة في منطقتنا الخليجية، ويمتلك الصقار العجمي عددا من الصقور ويصحبها معه في رحلات القنص بعد أن يقوم بتخصيص أماكن مناسبة لها في السيارة، والاحتفاظ بالكثير من أدوات الصقارة كشباك الصيد و(السبوق والملواح) وأنواع مختلفة من البراقع وأدوات أخرى مهمة تستخدم في الصيد. أما محمد عبدالله العرجي فهو شاعر وصقار ونظم الكثير من قصائد العشق والفخر في الصقور، منوها إلى أن الولع بالصقور يجعل محبيها أكثر الناس عناية بها.