الحبارى من أهم الطيور التي تستهوي هواة الصقور وتدفع بهم إلى مواصلة رحلات القنص والبحث عنها، عندما تعبر هذه الطيور الأراضي السعودية مهاجرة من مواطن إقامتها؛ هربا من الأجواء الباردة لتبحث عن الدفء، وتنشط محلات بيع مستلزمات الصيد وأدوات الصقور والرحلات البرية خلال فترة صيد الحبارى المحددة من الهيئة السعودية للحياة الفطرية من 15 نوفمبر إلى 15 فبراير من الأعوام الميلادية، وتكون هذه المحلات أكثر منها نشاطا طيلة أيام وشهور السنة، في حين يسبق موسم الصيد استعدادات وتدريبات متواصلة للصقور بطرق مختلفة على أيدي أصحابها، وتأتي هذه الاستعدادات بعد أن أمضت صقورهم فترة المقيض ونقلة الطير التي تلتها لتكون أكثر نشاطا وحيوية خلال فترة الصيد. تحظى بمحبة واهتمام يقول الصقار مبارك العرجي: إن الحبارى من أكثر الطيور التي يحرص هواة الصقور على صيدها وتتبع أثرها أثناء هجرتها وعبورها مناطق المملكة، فهي تحظى بمحبة واهتمام كبير لدى الصقاقير باعتبارها العامل الرئيس خلف الاهتمام بالصقور وتربيتها، مبينا أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية كشفت مؤخرا عن دراسة استمرت لثلاث سنوات لمتابعة هجرة طيور الحبارى، بينت من خلالها أن طيور الحبارى تقطع مسار هجرتها من شمال المملكة عبر العراق وإيران وتركمانستان وأوزباكستان وتستقر في جنوب كازاخستان، قاطعة في كل عام ما يزيد على ستة آلاف كم ذهابا وإيابا بين مناطق التعشيش والمناطق التي تقضي فيها فترة الشتاء، كما تبيّن من خلال الدراسة أن رحلتها في كل مرة تستغرق حوالي الأسبوعين للوصول للمواقع المنشودة، ومثلها للعودة وبسرعة تتراوح ما بين 50 و70 كم في الساعة، كما أسفرت نتائج الدراسة أنها تطير بشكل متواصل لأكثر من 400 كم، ويكون طيرانها أثناء الهجرة على ارتفاع ما بين 1000 و1500م، ويضيف العرجي قائلا: تسبق فترة صيد الحبارى مرحلة (التدهيل) وهي نقل الصقر بعد قرنسته إلى ميدان الدعو؛ لإعادة تدريبه وإطلاق جناحيه ورفع لياقته بعد الفترة التي قضاها في المقيض، مشيرا إلى أن ذلك يأتي للتأكد من سلامة الصقر وخلوه من الأمراض المعدية في أحد المراكز المتخصصة للكشف الصحي على الصقور. الحبارى من أكثر الطيور التي يحرص هواة الصقور على صيدها وتتبع أثرها أثناء هجرتها وعبورها مناطق المملكة، فهي تحظى بمحبة واهتمام كبير لدى الصقاقير باعتبارها العامل الرئيس خلف الاهتمام بالصقور وتربيتها
تدريب الصقور على صيدها ويوضح الصقار خير الله العجمي أن الهدف من صيد الحبارى هو أكلها أو إهداؤها أو تدريب الصقور على صيدها، مشيرا إلى أنه صاد خلال هذا الموسم حبارى واحدة ولا زال يتطلع إلى صيد المزيد، وتأمل العجمي أن يعاد النظر في مواعيد السماح بصيد طيور الحبارى بما يتوافق مع هجرتها وعبورها أراضي المنطقة الشرقية، موضحا أن الحبارى تبدأ بعبور المنطقة الشرقية منذ تاريخ 25 سبتمبر، بينما يتم منع صيدها إلى فترة السماح التي تبدأ من 15 نوفمبر، وقال: يقف الصقارون في المنطقة الشرقية مكتوفي الأيدي لا يستطيعون صيد الحبارى بالرغم من عبورها المنطقة، إلى حين موعد سماح هيئة الحياة الفطرية بالصيد المحدد عبر موقعها على الشبكة، مبينا أنه وفي هذا الموعد تكون الحبارى قد تغيرت مواقع عبورها إلى مواقع بعيدة عن محافظة النعيرية، ما يصعب على الصقارة متابعتها إلى تلك المناطق، نظرا لارتباط الغالب منهم في أعمال وظيفية في المحافظة، بينما كانت قبل فترة السماح تعبر المواقع القريبة من النعيرية. ويشتكي الصقار خالد العازمي من وجود دخلاء على هذه الهواية يقومون بالبحث عن أثر الحبارى؛ للمتاجرة بها وبيعها على التجار بمبالغ تبدأ من 15 ألفا إلى 25 ألف ريال وأكثر، مبينا أن هذا الأمر أزعج كثيرا من الصقاقير وقلل من رغبة البعض منهم في القنص والصيد هذا الموسم، بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يتاجرون بالحبارى، ويبحثون عنها ليلا ونهارا في الصحراء، وتساءل العازمي عن دور الهيئة السعودية للحياة الفطرية في متابعة هذا الأمر والتنسيق مع إمارات المناطق، للحد من هذه التجاوزات الجائرة سواء الصيد قبل موعد السماح أو القنص ليلا. تعلق الإنسان بالطائر ومن المعروف أن الحبارى طائر من بين أكثر الطيور التي تعلق بها وأحبها الإنسان في الجزيرة العربية. والعلاقة بين هذا الطائر البديع والإنسان غائرة في القدم، وأصبح اليوم بحاجة للكثير من الاهتمام وتضافر الجهود الدولية للمحافظة عليه، بعد أن أصبح مهدداً بالانقراض في جميع مناطق انتشاره وتواجده. وتقع الحبارى ضمن قائمة الأنواع التي يُمنع الاتجار بها، وذلك وفق قانون العديد من المنظمات والهيئات العالمية المختصة، وفي مقدمتها اتفاقية السايتس واتفاقية بون، وهي تعتبر من الطيور المحمية في معظم الدول التي تتواجد فيها. وطيور الحبارى هي العامل الرئيسي في الاهتمام بالصقور، وفي رياضة الصيد بالصقور المفضلة عند العرب، حيث تعتبر سرعة الحبارى ومناورتها وطرق التخفي من الصقر أهم اللحظات على الإطلاق في هذه الرياضة العريقة الموغلة في القدم. وتتكون عائلة الحبارى من 22 نوعاً تدخل ضمن ثمانية أجناس، وبصفة عامة فإن هذه الأنواع تتفرع إلى 47 نوعاً فرعياً، بينها اختلافات في الحجم ونوع الريش والتوزع الجغرافي الذي تنتشر فيه، وليس من شك في أن أفريقيا تحظى بأكبر عدد من أنواع الحبارى، إلا أن أماكن انتشارها الحالية تغطي أيضاً أوربا وآسيا وأستراليا، لكنها غير موجودة على الإطلاق في الأميركتين سواء اليوم أو في الماضي.