رغم التحديات الاقتصادية العالمية، والأوضاع غير المستقرة في عدد من الدول، إلا أن الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1437/ 1438ه، جاءت لتجسد عناية القيادة بتلبية احتياجات التنمية الشاملة، كما صيغت برؤية ومنهجية احترافية جديدة، فيها الشفافية بشكل غير مسبوق متضمنة معايير متابعة أداء لكل مسئول، عبر آلية تضمن المتابعة لخطط العمل وتقدمها وفعاليتها ودورها في بناء اقتصاد وطني طموح. كما أنها تعكس مدى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتعزيز مسيرة التنمية الوطنية في جميع المجالات. والمتابع للشأن العام، سيجد أن هذه الميزانية تمثل بداية برنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة، تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات، حيث بلغت المصروفات "840" مليار ريال، والإيرادات "513.8" مليار ريال، فيما قُدِّرَ العجز بمبلغ "326.2" مليار ريال؛ وهو عجز لا يمثل قلقا، في ظل هذا الفكر المتوثب لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتوليه ملف "التحول الوطني". والمتابع أيضا لكلمة خادم الحرمين الشريفين في إعلان الميزانية، سيجدها تعكس مدى الاهتمام بتعزيز مسيرة التنمية الوطنية في جميع المجالات، وتمثل نقلة للتنمية، حيث تعكس وبوضوح نهج الدولة الحديث لإعداد ميزانيات المملكة للسنوات القادمة، وتراعي الاستدامة والاستفادة المثلى من كافة الموارد المتاحة في وطننا الغالي. وقد حظي الشأن الاجتماعي والشأن التنموي بصفة عامة بأهمية كبرى في الموازنة، وهذه الرؤية ترتكز في مجملها أن الإنسان أساس التنمية وأن الدولة مستمرة من خلال هذه العطاءات في الإنفاق على البرامج والمشروعات الداعمة لمسيرة التنمية المستدامة، وتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين وتشجيع وتحفيز البيئة الاستثمارية. كما نوه "يحفظه الله" الى التأكيد على تنفيذ ما تم إقراره من مشاريع، واستكمال ما تم العمل به من برامج للعام المالي الحالي والأعوام الماضية، كل ذلك سيساهم في استدامة التنمية المنشودة وتوفير المحفزات التي تعطى الأولوية في العام المالي الجديد لاستكمال تنفيذ المشاريع التي أقرتها الموازنات السابقة، وتم رصد المخصصات اللازمة لها. لقد جاءت الميزانية منسجمة مع توجهات خادم الحرمين الشريفين، وتأكيده - أيده الله - المستمر على المضي قدما في مواجهة التحديات الاقتصادية بخطى ثابتة، وفق منهجية وأسس حديثة نحو بناء اقتصاد المعرفة بالتخطيط الحكيم والسياسة الاقتصادية الواعدة والإرادة الوطنية القوية. وتجسد ميزانية هذا العام أيضا الثبات الذي تنعم به بلادنا- ولله الحمد- في زمن التحديات، أن هذا الوطن يمضي قدماً بكل ثقة واقتدار لتحقيق أهدافه وبرامجه وسياساته البناءة، بقيادة راعي النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ينظر إلى مصلحة الوطن والمواطن على أنهما أساس التنمية الحقيقية ومحورها. أسأل الله -عز وجل- أن يديم على الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد لما فيه خير البلاد والعباد.