رياض الأطفال حديقة من حدائق العمر الدراسي التي يجب ان نزرعها بورود الحب ورائحة الفل والياسمين، لتستقبل زهور العمر صغارنا، التي تخطو اولى خطواتها في اول مشوار الحياه التعليمية لتنهل منها رحيق العلم وصور ومبادئ الحياة العلمية التي سوف تزفهم لمعترك الحياة. ان رياض الأطفال لدينا بحاجة لنظرة جادة من الاهتمام، خاصة اننا ننعم بميزانية عالية جدا للتعليم في كل مراحله، ورياض الأطفال من اهم تلك المراحل؛ لأن خروج الطفل في هذاالعمر المبكر لتلقي مبادئ وتعاليم الحياة الأساسية في جو من المتعة والسعادة والفرح، وجو يشبه جو المنزل الذي افتقده لساعات طويلة خلال النهار، يحتم علينا ان نرسم بسمة الفرح على شفاه الصغار في كل تصرف وحركة والبعد عن الروتين والامر والنهي. ان صغارنا بحاجة ماسة للتعبير عما يدور في داخلهم بطريقة محببة لهم، لذلك يجب ترك الحرية المطلقة لكل صغير ان يعبر عن مكنوناته ورغباته، وان يتناول وجبة صحية، وان يمارس كل ما يحب من نشاطات محببة لنفسه. كم أتمنى ان يكون في رياض الأطفال لدينا مطلق التصرف مع الإشراف التام من قبل مربيات، وان يكون في رياض الأطفال غرف للمتعة واللعب، وعن طريقها يتم التعلم، فكم نحن بحاجة لغرفة عرض لأفلام تداعب خيالهم الجميل، وغرفة طعام يعدون فيها وجبتهم التي سوف يتناولونها، وقاعات لتعلم التعبير الحر والمطلق والتدريب على أصول السلامة في الشارع والمنزل، وكيفية التعامل السليم مع بعضهم بتكوين مجموعات للتواصل والتعارف، ومساعدة الآخر، وترسيخ مفهوم المحبة وحسن المعاملة وحب النظام والترتيب، وتعزيز العلاقات العامة فيما بينهم، بتكوين فرق يقومون بالتزاور والتواصل لتنمية حب الضيف واحترامه وكيفية المحافظة على الممتلكات الخاصة به وبغيره، وزرع الحب في كل مواقف الحياة اليومية. ان هذ المجتمع الصغير بحاجة لكل ما هو جميل ومميز، لذلك يجب تخصيص ركن للهدايا منهم واليهم، يقوم الأطفال بتجهيزه والأطفال من يمنحون بعضهم لكي نعلم الأطفال العطاء والتسامح.. ان رياض الأطفال يجب أن تكون بنظام مرن يمنح منسوبيها التصرف حسب ما يستجد من طموح وجموح ورغبة الصغار، ويجب ان لا يحس الصغير بالغربة والخوف، ويجب ان يكون لرياض الأطفال ومنسوبيها اهتمام وتميز وميزانيهةخاصة للترفيه والتوجيه الذي ينمي ميولهم، وان يكون بينهم زيارات وعلاقات، وذلك بإقامة كرنفال عام تشارك فيه كل الروضات من نفس المنطقة. هناك بعض الروضات الحديثة ودور الحضانة بدأت تجذب الصغار وتحببهم للانضمام لها بتطبيق كل ما يجذب احبابنا وتعويضهم عن البعد الذي افتقدوه عن منازلهم. يجب ان نعلم الصغار الحروف باللعب والارقام باللعب والألوان بالفرز والتلوين والمزج، يجب ان يكون لكل معلومة متعة.. يجب ان يرددوا قصار السور... ويتعلموا كتاب الله ويتعلموا حلاوة بعض آياته التي ترسخ السكينة والطمأنينة في نفوسهم. انهم بذور تحتاج لرعاية خاصة واهتمام مختلف وتنوع جاذب، لذلك يجب ان تكون رياض اطفالنا جنة ومتعة وعالمة حالمة يسعي له الجميع.. وانا هنا بدوري اشكر احدى الروضات التي تُمارس نشاطا محددا ومحببا للصغار، انها بالفعل حديقة من حدائق الأطفال التي تعتني بزهورها الجميلة وتزرع فيهم روح الإقبال على التعليم والمعرفة، وممارسة هواياتهم والاحتفال بمناسباتهم وتوفير الجو لكي يعيش الطفل ساعات جميلة ولا يفتقد والديه.. انها حدائق الصغار بما تبذل من جهد نتمنى ان يتطور بما يسعد صغارنا.