حققت قوات سوريا الديموقراطية، الخميس، تقدماً في ريف كوباني (عين العرب) الجنوبي في شمال سوريا، غداة إعلانها معركة تحرير تلك المنطقة من مقاتلي تنظيم داعش، بالمقابل وسع التنظيم نطاق سيطرته في مدينة دير الزور. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في بيان، مساء الأربعاء: "بدء معركة تحرير الريف الجنوبي لكوباني" في شمال حلب، والتي "سوف تستمر حتى تحرير كافة المناطق المحتلة من الريف الجنوبي لكوباني من قبل تنظيم داعش الإرهابي وإعادة الأمن والاستقرار إليها". وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، طلال سلو: "المعركة حاليا هي لتحرير جنوب مدينة صرين في ريف كوباني الجنوبي"، وصولا إلى سد تشرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي يولد الكهرباء لمنطقة واسعة في محافظة حلب. وأوضح سلو، أن قوات سوريا الديموقراطية تقدمت ثمانية كيلومترات جنوبا لتصبح على بعد 12 كيلومترا من السد، مشيرا إلى غطاء جوي يوفره الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وأكد المرصد أن قوات سوريا الديموقراطية شنت هجومها الأساسي من الجهة الشمالية الغربية لصرين وتقدمت على هذه الجبهة ثمانية كيلومترات جنوبا باتجاه سد تشرين. ومن بين الفصائل المنضوية في قوات سوريا الديموقراطية، وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة والمجلس العسكري السرياني وتجمع ألوية الجزيرة وغيرها. توسع داعش وفي شرق سوريا، أعلن المرصد السوري أن تنظيم داعش وسع نطاق سيطرته في مدينة دير الزور بعد مواجهات وهجمات انتحارية أدت إلى سقوط 26 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام. وأكد المرصد أن مقاتلي التنظيم سيطروا على حي صناعي في المدينة بعد هجوم عنيف بدأ، صباح الأربعاء. وأضاف المرصد، أن الهجوم ترافق مع تفجيرات انتحارية لثلاث عربات، مما أدى إلى مقتل 11 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتابع: إن "الاشتباكات العنيفة والغارات والقذائف التي أطلقت" بعد ذلك أدت إلى ارتفاع الحصيلة إلى 26 قتيلا في صفوف المقاتلين المؤيدين للنظام و12 متشددا. ويسيطر التنظيم منذ 2013 على محافظة دير الزور النفطية بأكملها تقريبا. لكن نصف عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه ما زالت بأيدي قوات النظام. وتبعد المدينة 450 كلم شمال شرق دمشق. اتفاق "الوعر" من جهة أخرى، خرج عشرات السوريين من حي الوعر في مدينة حمص دون التعرض لهم من قبل قوات النظام. وذكر المرصد السوري، الخميس: إن خروج المواطنين والعائلات تم عن طريق دوار المهندسين، بعد تسجيل أسمائهم قبل 24 ساعة، حيث يتم خروجهم من الحي، بشرط عدم التعرض لهم من قبل قوات النظام تحت أي ذريعة كانت. وأشار المرصد إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن اتفاق حي الوعر، الذي اتخذت بموجبه عدة خطوات شملت إدخال مساعدات غذائية وإنسانية إلى الحي، ونقل 750 شخصاً فجر التاسع من الشهر الجاري، من الحي إلى ريفي حماة وإدلب. صحفي ياباني على صعيد آخر، أعلنت الحكومة اليابانية، الخميس أنها تبحث عن معلومات حول احتجاز صحافي ياباني رهينة من قبل مجموعة مسلحة في سوريا، بدون أن تؤكد خطفه بعد إعلان منظمة "مراسلون بلا حدود" عن ذلك. وكتبت المنظمة المدافعة عن الصحافيين على موقعها الإلكتروني: إن الصحافي المستقل "جومباي ياسودا في خطر، لقد بدأ الخاطفون عدا عكسيا". وأضافت: إنها "تدعو الحكومة اليابانية إلى فعل ما بوسعها للتوصل إلى إطلاق سراحه". وقال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا في مؤتمره الصحافي الصباحي: "نعرف أن «مراسلون بلا حدود» نشرت هذا النبأ لكن لا نستطيع التعليق عليه". وأضاف: إن "أمن اليابانيين في الخارج واجب ونستخدم قنوات عدة لجمع المعلومات". وأوضحت المنظمة، أن الصحافي محتجز منذ ستة أشهر. وأضافت، أنه توجه إلى سوريا "لإجراء تحقيقات بما في ذلك بشأن إعدام تنظيم داعش لزميله وصديقه كينجي غوتو" أحد يابانيين قتلهما التنظيم في يناير الماضي، بعد عدة إنذارات أطلقها إلى الحكومة اليابانية. مشاركة النظام سياسيا، أعلن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الذي يقوم بزيارة إلى الصين، الخميس، أن نظامه "مستعد للمشاركة" في المحادثات حول سوريا التي يفترض أن تجري في نهاية يناير، برعاية الأممالمتحدة في جنيف. وقال، في ختام لقائه بنظيره الصيني وانغ يي: "وفدنا سيكون جاهزا ما إن نتلقى لائحة وفد المعارضة". في 19 ديسمبر تبنت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري قبل خمس سنوات تقريبا، قرارا يحدد خارطة طريق لحل سياسي للحرب التي تمزق البلاد. وينص القرار إلى جانب المفاوضات بين المعارضة ونظام دمشق ووقف لإطلاق النار، على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا. في أعقاب صدور القرار، قال المدير العام للأمم المتحدة في جنيف مايكل مولر، هذا الأسبوع: إن المفاوضات المقبلة حول سوريا ستعقد في سويسرا "في أواخر يناير". وكانت الدول الكبرى أعلنت نيتها الإسراع في بدء المحادثات "في مطلع يناير 2016" تزامنا مع وقف لإطلاق النار تحت إشراف الأممالمتحدة على مجمل الأراضي السورية. وأسفر النزاع السوري منذ انطلاقه عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص ونزوح الملايين.