اندلعت معارك عنيفة أمس الخميس في مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا بعد أن شن تنظيم داعش هجوماً مباغتاً أمس على المدينة وتمكن من دخولها مجدداً بعد هزيمته هناك قبل اشهر. وفي هجوم آخر انتزع قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة في جنوب البلاد, حيث شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة هجوماً واسعاً على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها. واضطر تنظيم داعش في يناير للانسحاب من مدينة كوباني التي كان احتل اجزاء واسعة منها إثر أربعة أشهر من المعارك تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية فتحولت المدينة الصغيرة إلى رمز لمواجهة المتشددين. وتمكن الاكراد آنذاك من دحر التنظيم بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي شن غارات جوية متواصلة ومكثفة على مواقع المتشددين ومن مقاتلين سوريين معارضين وآخرين عراقيين اكراد عبروا الحدود من تركيا لمساندة وحدات حماية الشعب التي تقاتل في كوباني. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن تنظيم داعش بدأ فجر أمس هجوماً مفاجئاً على مدينة كوباني (عين العرب) تخللته ثلاثة تفجيرات انتحارية في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا (شمال المدينة) وتقدم من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبيةالشرقية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن اندلعت على الإثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة, حيث أمكن مشاهدة جثث في الشوارع مشيراً إلى أن المواجهات مستمرة وعنيفة. واوضح المرصد أن داعش تمكنوا من التسلل بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل مساند له. واكد التنظيم المتطرف في بيان أنه شن هجوما على مدينة عين الاسلام (الاسم الذي يطلقه على كوباني) بعد عدة عمليات انتحارية اسفرت عن مقتل عشرات من وحدات حماية الشعب الكردية. ووفق المرصد فإن المعارك اسفرت عن مقتل 57 شخصاً على الاقل 35 كردياً و22 متشدداً من تنظيم داعش في الوقت ذاته سيطر تنظيم داعش على قرية برخ بوطان الواقعة على بعد اكثر من عشرين كيلومترا من كوباني لساعات قبل أن ينسحب منها بعد وصول تعزيزات كردية إلى المنطقة.. إلا أنه رمى بالرصاص قبل انسحابه 23 شخصاً بينهم اطفال ونساء وعجزة ورجال حملوا السلاح لمواجهة تنظيم داعش. وفي جبهة أخرى تواصلت المعارك العنيفة في مدينة درعا جنوبسوريا بعد هجوم بدأته أمس فصائل المعارضة وجبهة النصرة على أحياء تحت سيطرة النظام في المدينة بحسب ما أفاد المرصالسوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن دارت منذ فجر أمس في مدينة درعا اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف وأكثر من 51 فصيلاً مقاتلاً أبرزها حركة المثنى الإسلامية وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) بعد هجوم من هذه الفصائل على مواقع لقوات النظام بهدف السيطرة على المدينة بالكامل. على صعيد ذي صلة نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوق بها أن تنظيم داعش قام فجر أمس الخميس ببيع 42 من السبايا الايزيديات في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور في سوريا. وأورد أن التنظيم المتطرف عرض السبايا في أحد مقراته بالمدينة وقام ب(بيعهن بمبالغ مالية تراوحت بين 500 و2000 دولار فيما لا يزال مجهولاً مصير الأطفال الذين جلبهم التنظيم بصحبة الأيزيديات المختطفات). وتابع المصدر نفسه أن التنظيم المتطرف كان نقل إلى الميادين قبل ايام ما لا يقل عن 40 إمرأة يزيدية مع أطفالهن).