إنه موسم شراء الأسهم والتطلع إلى ما ستأتي به السنة الجديدة. ولذلك هذا الأسبوع، قدمت بعض أكبر الشركات الصناعية في أمريكا - بما في ذلك شركة جنرال إلكتريك وهوني ويل وثري إم - توقعاتها المستقبلية لعام 2016، كما فعلت شركات أخرى في وقت سابق من هذا الشهر. الرسالة التي قدموها، وهي رسالة مشتركة بينهم جميعا تقريبا، هي توقع نمو بطيء، والمزيد من النمو البطيء. تعكس البيانات المقدمة للشركات نقطة الوسط للنطاقات المتضمنة في توقعات عام 2016 بالنسبة للنمو العضوي أو نمو الإيرادات الأساسي. ترى شركة ثري إم أنه سيكون هناك نمو عضوي في العملة المحلية. الخلاصة بالنسبة للمستثمرين: توقعوا سنة كبيرة أخرى من عمليات الاندماج والاستحواذ ونشاط حملة الأسهم. تعتبر عمليات الاستحواذ وخفض التكاليف أمورا حيوية لمواجهة ركود المبيعات والحفاظ على ضخ نمو الأرباح. يعتبر هذا نداء واسعا للمصرفيين الاستثماريين وأشباههم من المستثمرين النشطين مثل نيلسون بيلتز. منذ الآن هذا العام، أعلن الشركات الأمريكية التي تصنع كل شيء بدءا من أجزاء الطائرات إلى أوراق تدوين الملاحظات عن مبلغ 173 مليار دولار في عمليات الاستحواذ حتى الآن في عام 2015 - وهذا رقم قياسي استنادا يستند إلى بيانات جمعتها بلومبيرج. لكن قارن هذا الرقم الإجمالي مع قطاع صناعة المستحضرات الصيدلانية، حيث تنفق شركة فايزر ما يقارب هذا المبلغ الكبير على عملية استحواذ واحدة فقط - عملية شراء أليرجان بسعر 160 مليار دولار - أو قطاع النفط والغاز حيب تدفع شركة رويال داتش شل ما يقارب 80 مليار دولار لشراء مجموعة الغاز البريطانية بي جي. تعتبر القطاعات الصناعية واحدة من المجموعات حيث يمكن فيها تحطيم الأرقام القياسية في عمليات الاستحواذ والاندماج مرة أخرى. الشركات الصناعية ليست وحدها في معسكر النمو البطيء، وهذا ما دفع شركة إي بي إنبيف إلى عملية الاستحواذ القياسية على شركة ساب ميلر، واستحواذ شركة ديل على شركة إي إم سي في أكبر صفقة تكنولوجيا على الإطلاق. لكن مع وجود اقتصاد عالمي يتوسع بوتيرة بطيئة جدا، وأسعار آخذة بالهبوط لكل سلعة أساسية تقريبا، وبعض تقلبات العملة غير المواتية، تشعر الشركات الصناعية متعددة الجنسيات بالألم أكثر من بعض الفئات الأخرى. ربما لن نشهد عملية اندماج ضخمة بمبلغ 100 مليار دولار أو حتى 50 مليار دولار. الصفقة الأقرب التي ربما نراها هي بمبلغ 40 مليار دولار - في حال استطاعت شركة باسيفيك الكندية (أو أي مشتر آخر) إقناع شركة "نورفولك ساذرن" بالتوصل إلى اتفاق. تتحدث معظم الشركات الصناعية حول عمليات استحواذ "إضافية"، لكن كلمة "إضافي" يمكن أن تكون كبيرة جدا عندما تكون القيمة السوقية لديك في نطاق مبلغ 100 مليار دولار أو أكثر كما هي الحال مع شركة جنرال إلكتريك وهوني ويل. هناك تقارير تفيد أن شركة جنرال إلكتريك تجري منذ فترة محادثات متقدمة لشراء الأقسام المتعلقة بخدمات الحفر وأدوات الحفر لشركة هاليببرتون، التي يمكن تقييمها بمبلغ يقدر بخمسة مليارات دولار. تقول شركة هوني ويل إن بإمكانها مطابقة مبلغ 5.5 مليار دولار الذي حددته من أجل عمليات الاقتناء هذا العام في عام 2016. هاتان الشركتان، جنبا إلى جنب مع داناهر وروبر، هما في وضع يؤهلهما لاستخدام هذه الصفقات لتعزيز الأرباح. وهذه المجموعة تعتبر أيضا من أفضل شركات التشغيل في قطاع الأعمال الصناعية. لذلك، ليس من قبيل الصدفة أن أسهمها تفوقت في أدائها على معظم القطاعات الصناعية المتنوعية الكبيرة الأخرى هذا العام. الشركات الأخرى لا تبدو أمورها على ما يرام. حيث تريد شركة بينتير القيام بالمزيد من عمليات الاستحواذ، لكنها محدودة من الناحية المالية بعد سلسلة من عمليات الاستحواذ هذا العام بما في ذلك عملية الاستحواذ بمبلغ 1.8 مليار دولار على إيريكو العالمية التي أعلن عنها في أغسطس. تم إبرام صفقة إيريكو بعد فترة قصيرة فقط من اضطلاع إدارة صندوق تريان لنيلسون بيلتز بالأسهم وبدئه بدفع بينتير نحو إبرام المزيد من الصفقات. المؤسس المشارك في تريان، إد جاردن، الذي سوف ينضم إلى بنيتير، يرغب أيضا بتعزيز الهوامش. يمكن أن يبدأ المستثمرون الناشطون في البحث عن صناعات أخرى. شركة إس بي إكس، وشركة جوي العالمية، وكومينز، وكاتربلر هي من بين تلك الشركات التي ساء أداؤها وهي تنطر في تحقيق أهداف محتملة، وفقا لبلومبيرج إنتيليجنس. يمكن أن تجني شركة إيمرسون بعض الفائدة. إذ لديها هوامش جيدة، لكنها لم تكن تحقق نموا منذ سنوات. وأخيرا تقوم بإنهاء بعض أعمالها التجارية الأسوأ أداء، مثل شبكات الكهرباء، لكن هل هذا سيكون كافيا؟ ربما هنالك قيمة أكبر يمكن للناشط تدبرها عن طريق دفع الشركة إلى أن تقوم بالفعل بإجراء عمليات الاندماج التي تتحدث عنها دائما. ومن ثم هنالك شركة ثري إم. عانت الأسهم من أسوأ انخفاض خلال أكثر من أربع سنوات بعد أن خفضت الشركة توقعات الأرباح لديها لعام 2015 للمرة الثانية خلال عدة أشهر وفشلت في منح المستثمرين أمورا تجعلهم يشعرون بالسعادة في عام 2016. تقول شركة ثري إم إنها ستضيف ملياري دولار إلى ديونها البالغة 4 مليارات دولار للمساعدة في تمويل عمليات إعادة الشراء وعمليات الاندماج والاستحواذ. الخلاصة هي أن عمليات الاستحواذ يمكن أن تعطينا سنة أفضل هذا العام.