كشف نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، أن الوزارة نفذت أكثر 11 ألف برنامج بالتزامن مع عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل. وأضاف الدكتور السديري في حديث خاص ل "اليوم" أن الوزارة أقامت برامج التوعية العلمية الفكرية ما يزيد على 500 ندوة في جميع مناطق المملكة شارك فيها العلماء والدعاة وتهتم بقضايا التكفير والجهاد والإمامة والاحتساب والغلو والوسطية وغيرها. كما أقامت أكثر من ألف ندوة ومحاضرة في الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم وغيرها من البرامج، إضافةً إلى تنظيم معهد الأئمة والخطباء لبرنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة بالتعاون مع فروع الوزارة الذي نفذ في عدد من مناطق المملكة، والمشاركات في المؤتمرات الدولية والمحلية لبعض منسوبي الوزارة وعدد من الدعاة التي تناقش قضايا الإرهاب والتطرف وخطر الجماعات التكفيرية والإرهابية. وأوضح أن غالبية التجاوزات التي تحدث في الملتقيات الدعوية تكون في مناشط لم تأذن لها الوزارة، إضافة إلى أن هؤلاء الدعاة غير مصرحين، مشيراً إلى أن تعامل الوزارة مع الدعاة قائم على الثقة. وتابع : فالرقابة الذاتية لدى الداعية هي الأصل، كما أن الوزارة تقوم بمتابعة أنشطة الداعية اليومية والأسبوعية والشهرية من قبل مديري مراكز الدعوة أو مديري الدعوة في المناطق، بالإضافة لكل ما يتم عرضه في الملتقيات الدعوية وتقييمه باستمرار لاستدراك أي ملحوظات، فإذا وجدت ملاحظة تتم معالجتها في حينه. وفيما يخص الخطباء، بين الدكتور السديري أن تجاوزاتهم محدودة وتكاد لا تذكر مقارنة مع عدد الخطباء في المملكة، مضيفاً أن الوزارة حريصة على أن يكون للخطباء وللمنبر بشكل عام تأثير إيجابي على المتلقين، مؤكداً أن الوزارة لا تسمح بأي تجاوز وتحاسب عليه، وهي تقوّم وتناصح وتحاسب. وأشار إلى أنه من الصعب أن يكون جميع الخطباء بمستوى واحد من الإدراك والتأهيل والأداء ولابد من التفاوت الذي تقتضيه طبيعة البشر والوزارة، مضيفاً بقوله: وللخطباء دور بارز في مواجهة الأفكار المنحرفة وترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع وربط الناس بولاة أمرهم وعلمائهم الراسخون في العلم. وأفاد بأن الوزارة قامت مؤخراً بإصدار موسوعة "خطب الجمعة" في أربعة مجلدات تتناول مواضيع مختلفة وشاملة يمكن للخطيب أن يسترشد بها طوال العام، وروعي فيها الهدي النبوي في الخطب لتكون ذات فائدة للمجتمع بأسلوب ميسر ووسطي معتدل، بالإضافة إلى ما يقدم من الدورات والندوات للأئمة والخطباء كبرنامج (التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة) بالتعاون مع فروع الوزارة. وقال: "إن الوزارة بدأت في إعداد وتنفيذ برامج تطوير منسوبي المساجد والدعاة عبر الشبكة العنكبوتية وهي برامج تفاعلية يتم الحضور والمتابعة فيها عبر الإنترنت، إضافةً إلى ما تقدمه الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية بالوزارة، وكذلك فروع الوزارة ومراكز الدعوة الرسمية في مختلف مناطق المملكة. ونوه الدكتور السديري إلى أن الوزارة تسعى لتطوير وتوعية منسوبي المساجد والدعاة والاحتساب في ذلك للقيام بحق هذه الوظيفة الشرعية العظيمة منضبطاً بأحكام الشريعة، ومراعياً للاحتياجات العصرية بتنفيذ رؤية الوزارة ورسالتها في رعاية المساجد بجعلها منبراً للعلم والدعوة والإرشاد وخدمة المجتمع بأرقى الوسائل وأنجح الأساليب. وشدد على أهمية الاهتمام بحماية المساجد والمجتمع من الانحرافات الفكرية والمحدثات والبدع وأي عمل يخل بأمن الوطن، والعمل على جعل جماعة المسجد مؤتلفة غير مختلفة ولا متفرقة وفق المنهج الصحيح الذي سار عليه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وصحابته رضوان الله عليهم.