بعد مشاهدتي مقطع الفيديو والسرعة التي بلغت مائتين لشباب -رحمهم الله- فقدوا حياتهم بسبب طيش ومراهقة مجنونة، براعم لم تتفتح، «مراهقون» لا أريد أن أزيد الألم المرير الذي يمزق قلوب أمهاتهم وآبائهم، الله يكون في عونهم ويلهمهم الصبر والسلوان ويغفر لأبنائهم، كان عبثاً وعدم تقدير للعواقب. مؤكد أن ما حدث لم يكن بقصد الانتحار، هناك خلل.. فمن المسئول؟ ومن فترة ليست بالطويلة أيضاً فيديو يظهر مجموعة من الشباب السعودي في منتهى التهور والرعونة يتحدون الشاحنات على الطرق السريعة يؤدون حركات بهلوانية واستعراضات خطيرة بالتزامن مع مرور شاحنات تسير بسرعة عالية، يقومون بحركات رياضية قبل اقتراب الشاحنات منهم بثوان معدودة غير مباليين بإمكانية تعرضهم للخطر الذي قد يودي بحياتهم وحياة الآخرين وبالتسبب في وقوع حوادث حتمية مفجعة. استهتار موثق بالصور ومثل مشاهد هذا الاستهتار كثيرة. فإن كان هذا الحادث الأول مسئولية براعم لم تنضج ولم تدرك عواقب ما تفعله وهذا واضح من وجهوهم، «أطفال» لم يصلوا سن الشباب بعد ولا أشك في توعية الأهل فلا يوجد أب أو أم لا يحرص على حياة فلذات أكبادهم.. عزائي لهم ولبقية أسرهم وعظم الله أجرهم. سؤال أتمنى الإجابة عنه واعتذر، من مكنهم من قيادة السيارة؟ وهل السائق الطفل لديه رخصة قيادة؟ وهو مما اتضح جاهلاً تماماً بأصول السلامة؟! فإن كان يملكها ولديه رخصة معتمدة فتلك مصيبة وإن لم يكن فالمصيبة أعظم. عموماً هذه الحروب الطاحنة لابد وأن يُسيطر عليها بكافة الوسائل وحسب موقع ومسئولية كل مسئول، ويجب أن تُفرض أقسى العقوبات الصارمة على كل متلاعب ومخالف يتحدى أنظمة المرور وسلامة البشر. ثروة بشرية مهدرة، إعاقات، ترمل، تيتم، وبين فترة وأخرى نسمع أخباراً مأساوية موجعة لحوادث مروعة داخل المدن أو على الطرق تقتل الكثير من الأبرياء. أسرٌ بأكملها تموت!! ولا ننسى حوادث المعلمات المتكررة !! فمتى تنتهي هذه الحروب؟ وكيف وصلنا لهذه المرحلة؟! ومن المسئول؟ أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة المسئول والمواطن معاً خاصة وأن كل الحوادث ليست لشباب فقط فما هي الأسباب إذن؟!! قد تكون الطرق، وربما السيارة، وبالتأكيد السائق غير المؤهل للقيادة، زد على ذلك قلة الوعي التي لها الدور الأكبر في الاستهتار بأرواح الناس كلها مجتمعة أو منفردة الأمر سيان، تعددت الأسباب والموت واحد. شوارعنا ساحات حرب حقيقية تبحث عن حل جذري.ز فأين الحل؟!! بريطانيا استطاعت أن تقلل الحوادث في خطط منهجية مدروسة، والدنمارك قررت التوصل للهدف قبل الخطة المقترحة بست سنوات، نحن أيضاً قادرون فلسنا أقل منهم إذا تكاتفنا جميعاً المسئول والمواطن في مشروع وطني كبير، ساهر وحده لا يكفي في ظل التحايل على الأنظمة والواسطة. تفيد الإحصائيات بأن السعودية الأولى في الحوادث في العالم، إصابة أو إعاقة كل 15 دقيقة تقريباً والوفيات بالآلاف سنوياً أكثر من ضحايا حرب الأرجنتين والصحراء الغربية والهند والباكستان والخليج والنيبال وحرب استقلال كرواتيا.. ففي عام 2011 بلغ عدد الوفيات أكثر من ضحايا حرب الخليج. والمتوقع أن يصل في عام 2019 إلى أكثر من تسعة آلاف وستمائة شخصاً بناء على دراسة مركز التطوير المهني للتطوير والإنتاج بأرامكو السعودية. .. المشكلة أكبر مما نتوقع كل سائق يريد أن يكون الأول والأحق بالطريق غير مبالٍ بغيره ولا بالإشارات الحمراء والخضراء والصفراء كلها سواء في نظرته القاصرة لا ترمز لشيء ولا تعني شيئاً المهم أن يخترق المسار للوصول للأمام وإن لم يجد فلا مانع من أن يغير بحسب مزاجه مندفعاً كالصاروخ مما يدفع غيره لمنافسته والفوز بالطريق والحياة للأقوى - شريعة الغاب- سباق وفوضى عارمة وتحدٍ سافر نهايته موت محقق أو إعاقة مستدامة، إرهاب، جرائم، رعونة طيش.. رجائي مع الشكر الجزيل للمرور وجهودها الواضحة فرض أقصى العقوبات على كل مخالف ومستهتر . ولا أبرئ الأسر التي تسمح لشبابها الصغار بامتلاك وسيلة قتل بدم بارد فلها الدور الأكبر في الحوادث.