تزايدت ظاهرة «الاحتطاب الجائر» في المناطق البرية لمحافظة الجبيل، وباتت تهدد حياة البيئة ومنذرة بحدوث أضرار لها بعد أن لجأ بعض المواطنين والعمالة الوافدة إلى ممارسة الاحتطاب دون أي اهتمام بالأضرار الناتجة جراء تلك التجاوزات. وعلى الرغم من وجود عقوبات صارمة يتم تطبيقها بحق المحتطبين إلا أن ذلك لم يمنعهم من اقتلاع الأشجار من جذورها وبيعها بكميات كبيرة في الأسواق أمام مرأى الجهات المعنية. وأصحاب المواشي والرعاة هم المتضررون بالدرجة الأولى؛ بسبب ذلك التعدي الجائر على البيئة مطالبين وزارة الزراعة وهيئة حماية الحياة الفطرية بالتدخل السريع؛ من أجل المحافظة على ما تبقى من تلك الأشجار التي تساهم في عدم زحف الرمال ومصدر الغذاء لمواشيهم. ورصدت «اليوم» تلك التجاوزات من بعض المواطنين والوافدين، كما تم أخذ آراء بعض المتنزهين.. في البداية، قال المواطن حمد الخالدي إن الاحتطاب العشوائي والذي يكثر في المناطق البرية ألحق ضرراً كبيراً بالبيئة فضلاً عن تضرر المواشي باعتبار تلك الأشجار مرعى مهماً لها، وقلت نسبة كبيرة من الأشجار خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد قيام المحتطبين باقتلاع الأشجار من الجذور دون أن يتركوا فرصة لتلك الأشجار للنمو من جديد. من جانبه، قال المواطن صالح ابو وردة إن الاحتطاب الجائر يمارسه عدد كبير من الحطابين خاصة وقت دخول فصل الشتاء، ويتم عرضه في الأسواق بأسعار باهظة تصل فيها حمولة المركبة الحوض إلى أكثر من 2000 ريال لحطب الغضا؛ نظراً لحرص الكثيرين من المتنزهين في المناطق البرية على استخدام الحطب في الطبخ والتدفئة، مضيفاً أن الحطابين يلجأون إلى استخدام عدد من الأساليب والطرق غير المشروعة أثناء عملية الاحتطاب وبصرف النظر عن الأضرار البيئية التي يتسببون فيها. ومن ناحية أخرى، طالب عدد من الرعاة، الجهات الأمنية، بالتدخل وفرض الرقابة القوية على مثل هذه المناطق التي تحولت فجأة إلى منطقة جرداء، سوف تحدث خللاً كبيراً في الغطاء النباتي، وذلك بتكثيف نقاط التفتيش لكشف مثل هذه السيارات المخالفة، وضبطهم حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات التي يقومون بها، وكشف الطرق التي يسلكونها بعيدا عن نقاط التفتيش والأسواق السوداء التي تروج فيه بضائعهم. وفي نفس السياق، تواصلت «اليوم» مع مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس طارق الملحم، وقال: هناك لجنة مشكلة من الزراعة والإمارة والتجارة وبعض الجهات الأمنية، تقوم بمتابعة من يقوم بقطع الأشجار، ويتم ضبط الحطب ومصادرته، وتغريم الشخص المضبوط بغرامات مالية تحدد قيمتها حسب الكمية المضبوطة من الحطب. كما حث الملحم المواطنين على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي مخالفة احتطاب للجهات الأمنية، التي بدورها ستقوم بضبط الكمية وفتح محضر في الواقعة قبل إحالة ملف القضية لوزارة الزراعة التي بدورها تقوم بتحرير الغرامة المناسبة، مشيراً إلى أنه في حالة عدم استجابة الشخص المخالف يتم الرفع به للجهات المختصة؛ لايقاف خدماته حتى تتم مراجعته لفرع الوزارة ودفع الغرامة. ومن المصادفة أثناء التواصل مع المهندس الملحم أفاد بأنه في جولة برية لزيارة بعض المناطق، مفيداً قيامه بضبط حمولتين من حطب الغضا، وتحويل الواقعة للجهات المختصة لعمل اللازم. ..وكمية أخرى من الحطب تم تجميعها من مواقع مختلفة