لم تعد عملية الاحتطاب مرتبطة بوقت معين أو بفصل من فصول السنة، بل أصبحت مهنة تمارس بشكل شبه يومي يقطع خلالها الحطابون الأشجار بصورة جائرة، ما تسبب في إلحاق الضرر في الغابات وتقليص الرقعة الخضراء وزيادة وتيرة التصحر، من أجل المتاجرة بجذوع وفروع الأشجار بعد تجفيفها وتحويلها إلى حطب. «عكاظ» وقفت على هذه الممارسات التي قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تدهور المراعي الطبيعية في محافظة الخرمة، إذ يستخدم الحطابون العديد من الوسائل والطرق المشروعة وغيرها أثناء عملية الاحتطاب، بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من الحطب، دون وعي أو إدراك بخطورة ما يقومون به، وفي هذا الصدد يقول سعود عبدالله السبيعي أحد ممارسي مهنة التحطيب: نقطع الأشجار اليابسة بعدة طرق منها الفأس بالضرب أسفل الساق حتى تسقط الشجرة، أو يتم اقتلاعها عن طريق المركبات من خلال ربطها في مؤخرة السيارة ومن ثم سحبها حتى تسقط، ثم تقطيعها بواسطة الفأس إلى أجزاء صغيرة تمهيدا لترويجها. وسائل حديثة أما عايش محمد السبيعي فيقول: نستخدم الوسائل الحديثة في عملية قص وقطع الأشجار في الوقت الراهن، وذلك بواسطة المنشار الكهربائي الذي سهل المهمة على الحطاب، مشيرا إلى أن عملية الاحتطاب هي المصدر الوحيد للمعيشة، مؤكدا أن هناك حطابين يحرقون جذوع الأشجار الكبيرة من أسفل الساق حتى تسقط، ومن ثم تقطيعها إلى مقاسات وأحجام على حسب طلب التجار في سوق الحطب، بينما تقوم فئة أخرى وأرى أنهم من أعداء البيئة بالحفر تحت الشجرة حتى الاقتراب من موقع الجذور، ثم يسكبون كمية من مشتقات النفط على الجذور، بعد إحداث شرخ في اللحاء، ما يجعل الشجرة تموت بالتدريج ومن ثم تقطيعها تمهيدا لبيعها على التجار. ناصر علي السبيعي يقول جميع من يقومون بالاحتطاب ضحية لتجار يستغلونهم مقابل مبالغ زهيدة لا تتجاوز 1500 ريال لحمولة الشاحنة الصغيرة خصوصاً في مثل هذه الأيام من السنة، مستغلين التصاريح الممنوحة للحطابين من وزارة الزراعة في نقل عشرات الأطنان على أرتال الشاحنات؛ للفوز بنصيب الأسد من عوائد بيع الحطب، في ظل غياب الرقابة الميدانية على مواقع التحطيب. أشجار متنوعة تحتوي البيئة المحلية المختلفة على العديد من الأشجار التي تأقلمت عبر مئات السنين على الظروف البيئية المختلفة لتبقى على قيد الحياة، ولكن تداهمها أيدي العابثين، حيث توجد في الوديان أشجار الطلح، والسمر، أما المناطق الرملية فينمو فيها الأورطة، الغضا، المرخ، وفي الجبال تنمو أشجار العرعر، السرح، السمر وغيرها من نباتات البيئة التي تئن تحت وطأة الفؤوس والمناشير الكهربائية. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» مدير فرع الزراعة في الخرمة عبدالله خالد السبيعي أن الفرع يراقب المواقع التي تكثر بها الأشجار التي يستهدفها الحطابون من خلال جولات مفاجئة، حيث تم القبض على عدد منهم بالتعاون مع الجهات الأمنية وتطبيق اللوائح والأنظمة بحقهم، إضافة إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الغطاء النباتي من خلال النشرات والمطويات والإبلاغ عن المخالفين.