في سورة الأنفال يبين المولى عز وجل بشكل عام في الاية الكريمة أنه خالق أفعال العباد، وأنه هو المحمود على جميع ما يصدر عنهم من خير؛ لأنه وحده الذي وفقهم وأعانهم على فعل ذلك حيث قال تعالى في محكم كتابه «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ، وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(17) ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) (18). عشية انعقاد المجلس التنسيقي المصري السعودي بحضور ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، وإعلان تدشين منظومة تحالف اسلامي يضم نحو 34 دوله بينها مصر، ودول شمال إفريقيا فضلاً عن دول الخليج العربي وكل من تركيا وماليزيا وباكستان. الإعلان السعودي المفاجئ أربك الكثيرين، خاصة وأن تشكيل التحالف تم في نحو 72 ساعة فقط ومن دون مباحثات مكثفة أو اجتماع مشترك لقادة أركان تلك الدول، التحالف الوليد بعون الله سوف يتبلور وسوف تتضح ابعاده بشكل أكبر في الاجتماعات المكملة والتي تتم هنا وهناك بين قادة تلك الدول يأتي تشكيل التحالف الإسلامي العسكري على التأكيد بإنشاء قوة عربية مشتركة داخل البيت العربي، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب والتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكاله وفي النطاق العربي الإسلامي وعن الادوار اللوجستية المحددة وحجم مساهمات اعضاء التحالف العسكري الإسلامي فستتم وفقا لتقدير ساسة تلك الدول مجتمعة. بتشكيل التحالف لمحاربة الإرهاب، ولحماية الامة الاسلامية والعربية ومقدراتها وصون حقوق شعوبها. هذا القرار التاريخي الذي طالما طالب به في عدة لقاءات ومؤتمرات كما كان مطلبًا ملحًّا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة من دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق... وبتوفيق من الله سيعلن بانضمام كافة الدول الإسلامية والعربية الاخرى إلى هذا التحالف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله. منذ لحظة الاعلان بدأت بحول وقوة المولى عز وجل نهاية التنظيمات الارهابية في العالم ذلك الارهاب الذي يتهدد الجميع... هذا ما أكده ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن هذا التحالف العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم لاستئصال المرض العضال حيث تمت الإشارة إلى أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني القائم حالياً، وشدد سموه على ان المواجهة الفكرية يجب أن تتم بالتوازي مع المواجهة العسكرية.. إعلان الرياض عن تشكيل التحالف يعد تطورا مهما ودقيقا مفصلياً وفي التوقيت المناسب.. والأبعاد الآسيوية الإفريقية في تكوينه سيكون لها اكبر الاثر، مثل هذه الاعمال التنسيقية العسكرية مهم جدا ومن المراحل المصيرية الهامة.. ندعو الله ان تكلل الجهود بالتوفيق والنجاح وما ذلك على الله بعسير هذه بشارة النصر ان شاء الله.. وان الله مضعف كيد الضالين المضلين اجمعين، وان امرهم في تبار ودمار ولله الحمد والمنة.