بعد مضي ساعات على إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار في اليمن، شنت ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح هجمات عنيفة على مختلف الجبهات، سقط بنتيجتها قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إثر القصف العشوائي للأحياء السكنية والتجمعات المدنية. وأكدت مصادر «المقاومة الشعبية» في المحافظاتالجنوبية أن جهود وساطة قبلية توصلت إلى اتفاق لإنجاز أكبر صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة وجماعة الحوثيين وقوات صالح، تشمل إطلاق أكثر من 600 أسير من الطرفين خلال الساعات المقبلة. وأفادت مصادر المقاومة الجنوبية بأن جهوداً بذلها الزعيم القبلي ياسر الحدي وهو أحد مشايخ قبائل يافع الجنوبية أسفرت عن اتفاق لتبادل الأسرى مع الحوثيين يشمل إطلاق 265 أسيراً من أبناء محافظتي عدن ولحج مقابل إطلاق المقاومة 360 أسيراً من عناصر الحوثيين وقوات صالح، وتعد هذه الصفقة التي بدأ تنفيذها مساء أمس أكبر عملية تبادل للأسرى منذ اندحار الحوثيين من عدن ومعظم المحافظاتالجنوبية. في غضون ذلك استمرت خروقات الهدنة المعلنة في ثاني أيامها ما أدى إلى احتدام المواجهات في جبهات محافظات تعز ومأربوالجوف والضالع واندلاع جبهة جديدة في محافظة حجة (شمال غرب) على رغم محادثات السلام التي استمرت أمس لليوم الثاني في سويسرا بين وفدي الحكومة والحوثيين. وقالت مصادر سياسية يمنية مشاركة في المحادثات، إن اليوم الثاني شهد خلافاً حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح السجناء والمختطفين. وأوضح مصدر ل«الحياة» ان النقاش يدور حول وقف إطلاق النار، وإطلاق السجناء. وما زال الخلاف قائماً حول التنفيذ. إلى ذلك اتهمت مصادر ميدانية في المقاومة والجيش الحكومي جماعة الحوثيين وقوات صالح بمواصلة شن الهجمات على مواقعها في جبهات تعز والجوف والضالع ومأرب، إضافة إلى استمرار الاعتداءات على الحدود الجنوبية للسعودية، وأعلنت أنها تمكنت من صد الهجمات والسيطرة على مواقع عدة للمليشيات وتكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد. وقال مصدر في المقاومة بمحافظة مأربوالجوف ل «الحياة»: إن ميليشيات الحوثي وصالح استهدفت مواقع للجيش والمقاومة الشعبية بمنطقة مجزر، وأدى القصف إلى مقتل اثنين من رجال المقاومة وجرح خمسة آخرين. وتصدى رجال الجيش والمقاومة لما وصف بأعنف هجوم للميليشيات، إذ دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين وسط أنباء عن كسر الهجوم من جهات عدة، مع اشتداد المعارك من الاتجاه الشمالي نحو مفرق الجوف. وأكد القيادي بالمقاومة الشعبية بصرواح الشيخ أحمد الشليف أنه على رغم وقف إطلاق النار فإن نيران أسلحة الحوثيين وقوات صالح لم تتوقف عن استهداف مواقع الجيش والمقاومة. واتهمهم باستغلال الهدنة لتأمين تعزيزاتهم وضمان وصولها إلى الصفوف الأمامية. من جهة أخرى شنت مقاتلات التحالف أمس غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح بمحافظة تعز. وقالت مصادر محلية إن المقاتلات قصفت مواقع للحوثيين في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، تزامناً مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة الشعبية. وأوضحت أن الغارات نُفذت بعد الخروقات التي ارتكبها مقاتلو الحوثيين وصالح، إذ شنوا قصفاً عنيفاً وعشوائياً على الأحياء السكنية منذ أول من أمس (الثلثاء)، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، وسط إطلاق نداءات استغاثة من المنظمات الحقوقية والمستشفيات بتعز. وأكدت مصادر ل «الحياة» أن هناك تأكيدات من الحوثيين أنفسهم بأن زعيمهم عبدالملك الحوثي لا يزال في صعدة، وأن عدداً كبيراً من الحوثيين ينتظرون وصول قوات التحالف إلى صعدة لفك حصارهم من أتباع الحوثي المسلحين، الذي فرض عليهم منذ منتصف الحرب. على صعيد منفصل، أفاد سكان وناشطون في محافظاتعدنوحضرموت وأبين بأن تنظيم «القاعدة» وزع منشوراً يحذر فيه من المطالب الانفصالية سواء انفصال الجنوب عن الشمال أو حضرموت عن جنوب اليمن، ووصفها ب»الدعوات الجاهلية والمنتنة التي تخدم أعداء الله» وتخالف معتقد التنظيم في أن «الأرض كلها لله يسير فيها كل موحد (مسلم)». وتوعد التنظيم الذي يسيطر على عاصمة حضرموت (المكلا) وبلدات مجاورة لها وعلى كبرى مدن أبين (زنجبار وجعار) إلى جانب انتشاره مع مسلحي «داعش» في محافظاتعدن ولحج وشبوة، بإنزال عقوبة «الجلد تعزيراً كل حسب جنايته» على كل من يتورط في هذه المطالب الانفصالية ابتداء من تاريخ التحذير.