الإذاعة المدرسية تشكل أهمية في البيئة المدرسية، وقد برزت كأحد ألوان النشاط المدرسي، واستطاعت أن تتبوأ مكاناً مرموقاً في النشاط اللاصفي، والذي يعد أساسا متينا من مقومات التربية الحديثة. وواقع الإذاعة المدرسية سابقاً لم يكن يحقق الطموحات نحو إثارة واكتشاف مواهب التلاميذ، وذلك أنها تتخذ منهجا تقليديا لا يخرج عن حيز الدرس اليومي, ويجمع عدد من التربويين ل"اليوم" على أهمية الإذاعة المدرسية من خلال تضافر الجهود والاستفادة مما هو متاح ومن وسائل الإعلام المتطور. فاليوم تغير مفهوم الطلاب ولم يعد مثل الأمس, وخاصة مع ظهور الإعلام المتطور أو ما يسمى بالجديد, حيث إن الإعلام محور مجتمع المعلومات ويمثل اليوم سطوة كبيرة تغري بالتقليد والمحاكاة وتخلق أساليب وطرقا حديثة متناسبة مع التطور التكنولوجي وذات قدرة هائلة على الجذب والاستقطاب. فالإعلام الجديد، سواء كان عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب، قام بتجديد أساسيات ومهام مهنة الإعلام التقليدي مثل سرعة الانتشار وآليات التوثيق المتطور ومحاولة استقطاب المتابعين والقراء في شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات. وأكد المدير العام للتعليم في الأحساء أحمد بالغنيم أن العالم يشهد تسارعا تقنيا، وانفتاحا إعلاميا، وإقبالا واسعا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى أداة للتأثير على الطلاب والطالبات مُشَكِّلَة طريقةَ تفكيرهم وممارساتهم السلوكية وهذا يُشكِّل تحديا كبيرا للعاملين في المؤسسات التعليمية ويدعونا إلى التأمل والمراجعة وبلورة الوسائل وبناء المنهجية التي تستثمر مكاسب التحولات التقنية والإعلامية، فجيل اليوم يختلف عن جيل الأمس والوسائل التقليدية لم تعد تفي بمواكبة الثورة الرقمية والإعلامية فالتقنية أصبحت مطلبا مهما في صناعة المجتمعات الحديثة وجزءا من نسيج حياتنا اليومية ووسائل الإعلام الجديد تحظى بشغف المتابعة وكثرة الإقبال عليها. وأضاف: لما كانت برامج التوجيه والإرشاد تمثل ركنا أساسيا في منظومة مكونات العمل التعليمي بل هي محرك محوري في تكوين الشخصية المتوازنة للطلاب والطالبات وبناء سلوكهم الإيجابي في إطار الثوابت الشرعية وأصالة القيم المجتمعية، حري بقادة العمل التعليمي استثمار التقنية ووسائل الإعلام الجديد لتكون برامجنا الإرشادية مواكبة للانفتاح المعرفي المنضبط وقادرة على مخاطبة الطلاب والطالبات بشكل جاذب يتحقق معه قدر من التفاعل والحماس مع ما يقدم من برامج إرشادية، ويتحقق معه أداء نوعي في تقديم الخدمات للمستفيدين والمستفيدات في أسرع وقت وأقل جهد وأتقن أداء من خلال البوابات الإلكترونية والتطبيقات الذكية. وأكد عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر الشهري على أهمية الإذاعة المدرسية, لافتا ان بعض مدارسنا لا تهتم بمثل هكذا نشاط حيث تكون الإذاعة المدرسية في آخر اهتمام إدارة المدرسة ولا توليها أي اهتمام، وقال ان الإعلام الجديد قنوات التواصل الاجتماعي «تويتر، فيس بوك، يوتيوب، سناب شات، المواقع الالكترونية، الصحافة الإلكترونية...» وغيرها مما رمانا به الفضاء المفتوح هي التي تشكل ثقافة الطفل اليوم وتؤثر في ثقافة الشباب وغير الشباب، ولهذا غاب دور الإذاعة المدرسية أمام هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام الجديد، وعلى المربين أن يتعاملوا مع هذا بجدية وأن يطوروا من وسائلهم المتاحة لالتقاط ما هو مفيد وبناء ويدخل في تشكيل ثقافة الطالب في المدرسة وتوجيهها لما فيه مصلحة الطالب والأسرة والوطن وهذا ينسحب أيضا على الطالبات في مدارسنا كونهن الأهم في التوجيه والرعاية، لأن المرأة إذا صلحت صلح كل شيء. وأشار الى ان هناك بعضا من المعلمين يتخذ من الإذاعات المدرسية وسيلة للتأثير على الطلاب وشحنهم بأفكار لا تخدم الطالب والأسرة والوطن وإذا لم نع جيدا دور المعلم والإذاعة المدرسية وكل المؤسسات الثقافية في المجتمع في التوجيه وبيان الأخطار التي تتربص بالطلاب والطالبات، فإن هناك من هو متوثب لاختطافهم وإعادة صياغة أفكارهم ليكونوا أعداء لوطنهم وأمتهم. وأضاف: وهنا لابد من تضافر الجهود والاستفادة مما هو متاح ومن وسائل الإعلام الجديد فهي ليست شرا كلها بل يمكن الاستفادة منها في تشكيل ثقافة أبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات ويأتي من ضمن ذلك الإذاعة المدرسية. كما أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة الاحساء خالد القحطاني أن الإذاعة المدرسية تعد وسيلة مهمة في بناء شخصية الطالب وصقلها، وجعلها أكثر اجتماعية من خلال التواصل الجماعي مع الطلاب والمعلمين في بيئة المدرسة، وتنمي في نفس الطالب في القدرة على الحديث في جموع المستمعين بجرأة ولباقة بعيدا عن الارتباك والخوف، وتقضي على كل نوازع الخجل والانطواء, ولكن في الوقت نفسه لا بد أن تحسن الهيئة التدريسية في توظيف الإذاعة المدرسية بشكل فاعل، حيث ان الإذاعة المدرسية من أكثر المؤثرات التي تساعد الطلاب في تنشئة جيل إعلامي جديد قادر على أن يساهم في تطور الإعلام في كل المجالات.