عندما نردد مرارا وتكرارا بأن مدرب فريق الهلال اليوناني دونيس يعبث بفريقه دون حسيب أو رقيب فإن المباراة الأخيرة للفريق الهلالي أمام الأهلي أظهرت هذا العبث بشكل فاضح مما ساعد الأهلي على كسب النتيجة حتى ومدربه السويسري (جروس) يجند لاعبيه للجوانب الدفاعية طوال وقت المباراة. قصة دونيس كانت مع بداية المباراة والتشكيل الخاطئ الذي تكرر في العديد من المباريات الماضية والتي كسبها الهلال بنجومية بعض لاعبيه ومهارة بعض نجومه أعني باجتهادات فردية. لن أدعي بأنني أفهم أكثر من دونيس في الطريقة الفنية التي يلعب بها ولكن تلك الطريقة انكشفت وخاصة في المباريات المفصلية التي لا تحتمل نتيجة غير الفوز وكان آخرها أمام الأهلي. وازداد عبث دونيس خلال المباراة عندما شاهدنا سعود كريري يلعب في العمق الدفاعي ومحمد البريك في منطقة الظهير الأيسر وياسر الشهراني في منطقة الظهير الأيمن وسلمان الفرج في مركز المحور الدفاعي وهو القنبلة الموقوتة. ولم نشاهد أي أثر ايجابي على تلك التخبطات مطلقا بل شاهدنا فريقا ضائعا دفاعيا وتائها هجوميا شاهدنا فردية طاغية على أداء سالم الدوسري وثقل حركة من عبدالعزيز الدوسري وعطاء سلبيا للمهاجم السلبي التون الميدا وعجزا تاما من البريك والشهراني في عمليات الصعود الهجومية وبذلك قتل دونيس الشق الهجومي وفي المقابل ظهر الارتباك على الثنائي كواك وديقاو في إرجاع الكرات لحارس مرماهم خالد شراحيلي وشاهدنا فلسفة دائمة ومستمرة من سلمان الفرج وعدم مساندة دفاعية من أطراف الوسط وبذلك انهار الشق الدفاعي. وفي المقابل شاهدنا اجتهادات فردية من الخارق ادواردو أربكت بالفعل الدفاع الأهلاوي. نحن لا ننادي في هذا التوقيت الصعب بإقصاء دونيس من منصبه إطلاقا ولكن ننادي بأن هناك قناعات خاطئة من دونيس يجب التخلي عنها عن طريق المناقشة الإدارية وأولى تلك القناعات إبعاد الفرج عن منطقة المحور الدفاعية وإعادة سعود كريري لها وإن كان دونيس مصرا على اللعب بمهاجم واحد حتى في المباريات التي يواجه فيها فرق المؤخرة والوسط فهذا حقه ولكن يجب ألا يكون ذلك المهاجم الميدا فهذا اللاعب يجيد جميع المهمات الهجومية إلا مهمة التهديف وهي الأهم في كرة القدم لذلك يجب منح الفرصة لناصر الشمراني أو ياسر القحطاني. وبخلاف تخبطاته فالمدرب دونيس لا يمتلك حلول إعادة فريقه عندما يتأخر في النتيجة وخاصة في المباريات المفصلية التي أكدت ذلك فهو صاحب استبدالات كوارثية يجب أن يناقش فيها قبل أن تتم وهذا هو الأهم. أعود وأكرر العمل الناجح يجب أن يكون تكامليا وجماعيا وهذا يعني تدخل المسؤولين عن الفريق الهلالي بالمناقشة في تخبطات دونيس وخاصة قبل وأثناء بعض المباريات المهمة والمفصلية فليس من الواقعية ترك الحبل على الغارب بحجة عدم التدخل والأخطاء تتكرر دون تعديل. الوقت ما زال مبكرا لتفادي الأخطاء والهلال ما زال في خضم المنافسة والبطولات أمامه لكنه قد يفرط فيها إن تواصلت الأخطاء الفنية دون تدخل من إدارة النادي وجهاز الكرة. قبل الوداع.. المواجهات الفاصلة وضعت لحسم بطولة ما. وليس لتحديد متصدر. كيف يتصدر فريق بالمواجهات المباشرة وهو لم يلعب الذهاب والإياب. الصدارة بالمواجهات المباشرة لا تكون إلا في بطولة بنظام الدوري من دور واحد عندها يقال (تصدر بالمواجهة المباشرة) أما بطولة دوري تقام من دورين فننتظر مباراة الإياب لتحديد المتصدر لذلك فالصدارة ما زالت بيد الهلال بأفضلية التهديف ومن يقل غير ذلك يسع عابثا لنزع الصدارة من المتصدر الحقيقي. خاطرة الوداع.. حتى الضيف الكويتي لم يسلم من لسانهم السليط وهدفهم في ذلك واضح.