واصلت الطائرات الروسية مسلسل السقوط والتحطم؛ فللمرة الخامسة خلال أقل من شهر، فيما استمر التصعيد السياسي والإعلامي بين تركياوروسيا على خلفية إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية، فبعد التهديدات المتبادلة ومراهنة الرئيس التركي على منصبه بحال إثبات شراء بلاده للنفط من داعش، لوّح تقرير روسي بإمكانية انتزاع أراض من تركيا، في حين ساهم تشدد موسكو في توحيد القوى السياسية بالداخل التركي. نوفمبر روسي أسود وفي تفاصيل نوفمبر الروسي الاسود، فقد سقطت طائرة روسية جديدة هليكوبتر طراز إم.آي-8، الخميس، في إقليم كراسنويارسك في سيبيريا بروسيا، ولقي 26 شخصاً مصرعهم في تحطم المروحية. وسقوط طائرة الهليكوبتر الروسية هو الخامس خلال شهر واحد، بعد تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء 31 أكتوبر الماضي، وتحطم طائرة شحن روسية في السودان، ثم إسقاط الطائرة الحربية الروسية على حدود تركيا، وإسقاط مروحية روسية بسوريا. فخ السوخوي وفي موضوع «السوخوي الروسية»، قال مسؤول عسكري روسي إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية «فخ» أعد مسبقا ومقدما معلومات رادارية زعمت أنها تبين كيف أن تركيا استعدت قبل الإبلاغ عن اختراق أجوائها وحضرت لإسقاط الطائرة. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية التابعة للحكومة على لسان قائد القوات الجوية، الفريق أول فيكتور بونداريف قوله: بمناسبة ظهور روايات مختلفة حول ملابسات هجوم المقاتلة التركية على الطائرة الروسية في الأجواء السورية في 24 نوفمبر، أريد أن أقدم لكم الصورة الواقعية لحادث الغدر غير المسبوق هذا.. مقاتلات إف 16 التركية نصبت كميناً في الجو لطائرة سو 24 الروسية، لأنها لم تعطها ما يكفي من الوقت للهبوط في مطار قريب. وتابع بونداريف قائلا: إن نتائج التحكم العملي للرادارات في سوريا تؤكد أن مقاتلتين تركيتين من طراز إف 16 كانتا ضمن مناوبتهما، من الساعة 9 و11 دقيقة إلى الساعة 10 و26 دقيقة، ولمدة ساعة كاملة و15 دقيقة، على ارتفاع 2400 متر، وهو ما يشير إلى عمل مخطط له مسبقاً، واستعداد المقاتلتين لنصب كمين في الأجواء فوق أراضي تركيا.. وأن المقاتلة التركية صوبت على الطائرة الروسية من الأرض. وأضاف المسؤول الروسي: طريقة خروج طائرة إف-16 في منطقة عمليات الإطلاق المصرح بها وليس بالمطاردة، تدل على أن تصويب المقاتلة تم من نقطة القيادة على الأرض.. وأن القاذفة الروسية سو-24، أسقطت على بعد 5.5 كيلومتر عن الحدود السورية التركية، وأن ذلك تم مباشرة بعد مهاجمتها للمقاتلين في سوريا.. وخلال توجيه ضربة إلى هدف يبعد 5.5 كلم إلى الجنوب من الحدود التركية، عند الساعة 10.24 بتوقيت موسكو، طاقم المقدم بيشكوف، قام بإلقاء القذائف، وتم بعد ذلك ضربه بصاروخ جو-جو من طائرة إف-16 تابعة للقوات الجوية التركية، التي أقلعت من القاعدة الثامنة في ديار بكر على الأراضي التركية. ولفت بونداريف، إلى أنه: إذا عدنا إلى أجهزة ووسائل المراقبة الموضوعية في مطار حميميم، وعلى متن الطائرة الروسية المستهدفة نفسها، فإنه لم يتم تسجيل إنذار واحدٍ، من قبل طاقم الطائرة التركية ضد طيارينا، على التردد المتفق عليه سابقاً بهذا الصدد. وفي السياق، قالت وكالة «سبوتنيك» الحكومية الروسية في تحليل ان تركيا حصلت على جزء كبير من أراضيها وفقا ل «معاهدة موسكو- قارص» التي تقوم روسيا بالتصديق عليها كل 25 عاما، حيث وقّعت الاتفاقية عام 1921، وبموجبها حصلت أنقرة على مدينة قارص الأرمينية وأردهان وجبل أرارات. وأضافت الوكالة أنه قد سبقت معاهدة قارص، معاهدة موسكو الموقعة في مارس 1921، ومعاهدة برست ليتوفسك، وأسست الحدود المعاصرة بين تركيا ودول جنوب القوقاز، والتي ساعدت على إنهاء معركة سردارأباد والحملة القوقازية ككل. وتساءلت الوكالة: «بموجب الاتفاقية، تجدد روسيا التوقيع كل 25 سنة، والآن ماذا قد يحدث بعد تحركات تركيا المسيئة لروسيا، وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير المسؤولة؟». المعارضة تناصر اردوغان وساهم التصعيد الروسي التركي في توحيد القوى السياسية التركية، وبرز في هذا الإطار تصريح زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت باهجه لي، الذي قال إنّ «القانون الدّولي، يخوّل بلاده بحق حماية حدودها، البرية، والجوية، والبحرية»، معتبراً أن «انتهاك المقاتلة الروسية لمجال تركيا الجوي، يظهر النوايا السيئة لدى الحكومة الروسية تجاهها». وقال باهجه لي، في تصريحات، خلال كلمة، ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، إنّ «روسيا كانت مخطئة»، ووصف مطالبها المتمثّلة بالاعتذار، وتجميد العلاقات، والتدابير الاقتصادية، ضدّ تركيا، ب «الفضيحة».