شددت استشارية الأطفال حديثي الولادة على أهمية أن تراعي الأم أمراض الشتاء بالنسبة لطفلها (الخديج)، خاصة فيما يتعلق باختلاط الأم بالمصابين بإنفلونزا أو كحة أو غيرها من الأمراض التي تنتشر في فصل الشتاء، والابتعاد قدر الإمكان عن المخالطة. وقالت الدكتور عبير مقداد استشاري الأطفال حديثي الولادة في مستشفى قوى الأمن في الرياض، إن الأم يجب أن تحرص بشكل كامل على غسيل يديها قبل الإمساك بطفلها الخديج، بسبب إمكانية انتقال العدوى للطفل، حيث إن بعض أفراد العائلة قد يكونون مصابين بأي مشاكل صحية تؤثر بالتالي على الطفل. ونبهت الدكتور مقداد إلى أهمية أخذ التطعيمات الشتوية للطفل الخديج، والأطفال الباقين الذين أقل من سنتين، مشيرة إلى أن المستشفيات تحرص على إعطاء أهالي الأطفال الخدج جدول التطعيمات خلال خمسة شهور. وتطرقت إلى الرضاعة، لأن الطفل الخديج اثناء وجوده بفترة طويلة في العناية وبسبب عدم اختلاطه مع الأم، فهو يحتاج إلى فترة طويلة ليتأقلم مع الأم وحتى يزداد وزنه تدريجيا، محذرة في الوقت نفسه من الالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي في فترة الشتاء. وحول أسباب ولادة أطفال خدج، أوضحت استشارية الأطفال حديثي الولادة، أن ذلك قد يعود إلى مشاكل صحية عند الأم، أو وجود نزيف أثناء فترة الحمل المبكر، أو الالتهابات الشديدة أو حرارة شديدة قد تعرضت لها الأم، إلى جانب مشاكل في الرحم بحيث لا تتحمل الأم فترة طويلة، أو حالات التوأم والتي قد تؤثر أيضا. وأوضحت الدكتورة عبير أن الطفل الخديج هو الذي يولد طفلا خديجا في أقل من 26 أسبوعا، لكنه يختلف عن الطفل الخديج الذي يولد في 36 أسبوعا، حيث يحتاج الأول وجوده في العناية المركزة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، أما الطفل الخديج الذي يولد أقل من 37 أسبوعا فيحتاج إلى أسبوع وممكن يكون خروجه مبكرا. وأفادت أن التطور الكبير في المجال الطبي في المملكة ساهم بفضل الله ببقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة، وأصبحت نسبة شفائهم عالية، مشيرة إلى أن وزن الطفل الخديج يتراوح ما بين 500 جرام إلى 1500 جرام، فيما يتطلب عناية فائقة لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر للطفل الذي يزن 500 جرام، كونه معرضا للالتهابات ويحتاج عناية فائقة. وأكدت الدكتورة عبير مقداد أن نسبة الأطفال الخدج في المملكة في الأوزان الأكبر، أما الأوزان الصغيرة من الأطفال الخدج فنسبتهم تعتبر قليلة، مبينة أنه مع التقدم الطبي أصبح هناك حالات تبقى على قيد الحياة. يشار إلى أن حملة "ماما احميني" التي ترعاها الأميرة عريب بنت عبدالله بن عبدالعزيز، كانت قد أطلقت حملة توعوية موجهة للأمهات بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال الخدج الذي وافق السابع عشر من شهر نوفمبر الماضي.