سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضة السورية تتمسك بمدنيّة الدولة وترفض الوجود الأجنبي مؤتمر الرياض بوابة توحيد المعارضة السورية وشتاينماير يعتبره بادرة أمل لإحلال السلام في المنطقة
اتفقت المعارضة السورية التي بدأت امس الأربعاء مؤتمرا في الرياض الذي يشكل بوابة توحيدها، بحضور 103 شخصيات سورية معارضة، على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، تركزت على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنيّة الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية، والاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة. وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري. وفي بداية الاجتماع، رحب وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، بالمشاركين، معرباً عن أمله في أن تتكلل مساعيهم وجهودهم بالتوفيق والنجاح. مباحثات اليوم الاول وبحث المؤتمر في اليوم الأول "الثوابت الوطنية للتسوية، ومفهوم التسوية السياسية، والعملية التفاوضية، والمرحلة الانتقالية"، فيما يركز اليوم على "الإرهاب، ووقف إطلاق النار، وإعادة بناء سوريا". ومن المقرر ان يختتم المؤتمر اليوم الذي يهدف الى توحيد صفوف المعارضة، قبل مفاوضات محتملة مع نظام الرئيس بشار الاسد وبحث تسوية سياسة للنزاع ومكافحة الارهاب ووقف محتمل لاطلاق النار واعادة الاعمار، واختيار ممثليها في المفاوضات، وتحديد مواقفها، للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان "جنيف 1" لعام 2012، ويعد المؤتمر حجر أساس مهم لخريطة الطريق التي اتفق عليها المجتمع الدولي في فيينا، والتي تنص على إجراء مفاوضات جديدة وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، كما قال احد المشاركين، وسيصدر بيان ختامي اليوم. ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر في حال إعلان توافق قوى المعارضة السورية، عن هيئة تفاوضية بصيغة جديدة، تضم شخصيات سياسية من بينها كبير المفاوضين، إلى جانب هيئة استشارية مكونة من قانونيين وسياسيين تكلف بحضور اجتماع نيويورك، وقبله اجتماع الأردن بهدف وضع فهم مشترك لدى ممثلي الدوائر العسكرية والاستخباراتية حول الأفراد والجماعات من أجل تحديد الجماعات الإرهابية. رؤية جديدة وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة إن الهدف من الاجتماع الاتفاق على كيفية الفترة الانتقالية في سوريا، موضحا: "سنعلن عن رؤية جديدة، فنحن متفقون إلى حد كبير حول سوريا ما بعد بشار الأسد، وبعد الآن لن نسمح بالقول إن المعارضة السورية غير موحدة"، مشيرا إلى أن بيانا مشتركا سيصدر عن اجتماع الرياض. رؤية توافقية وأكد خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال تواجده بمقر انعقاد المؤتمر امس، على وجود رؤية توافقية و"بدرجة كبيرة" نحو الحل السياسي، مضيفا إن الهدف من المؤتمر الخروج بوثيقة توافقية مشتركة للمرحلة الانتقالية القادمة من خلال مخرجات معاهدة "جنيف1" ومسار فيينا. واعتبر مراقبون مؤتمر الرياض بمثابة الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة السورية وتوحيد فصائل المعارضة، أو خيار "الصوملة" للأزمة السورية في حال فشل المشاركون في التوصل لرؤى توافقية. مؤتمر وطني سوري من جهته، اعتبر الخبير السياسي السعودي، جمال خاشقجي، أن المؤتمر هو استنفاذ للعملية السلمية في سوريا. ونقلت وكالة الأناضول عن خاشقجي قوله إن "المملكة تحاول جهدها، بأن تجد حلاً، أو تساعد في التوصل إلى حل سلمي في سوريا، وهذا المؤتمر يصب في ذلك"، مضيفا إن المؤتمر سيتمخض عنه "تشكيل مؤتمر وطني سوري، يدعم فريقاً تفاوضياً، سيتولى مهمة التفاوض مع وفد النظام السوري لتطبيق اتفاقية جنيف1". وتابع: "المؤتمر رسالة للروس، الذين حاولوا أن يُظهِروا، بأنه لا يوجد فريق سوري، يمكن أن يستلم السلطة أو يشارك في تسلمها. والمؤتمر هو من أجل إيجاد هذا الفريق السوري المعترف به دولياً، والمدعوم من الشعب السوري، ليكون الجهة المفاوضة للنظام لاستلام السلطة، أو لتشكيل هيئة حكم انتقالي وفق مبادئ جنيف1". وتضم القائمة النهائية للمشاركين في المؤتمر البالغ عددهم 103 شخصيات، توزعت فيها الكيانات المشاركة، بين الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة السورية، حيث يمثل الائتلاف الوطني السوري 21 شخصية، بينما يمثل قوات المعارضة 19 شخصية، و63 شخصية من تيارات وكيانات مختلفة، أبرزها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ومؤتمر القاهرة، وتيار بناء الدولة السورية، فضلاً عن معارضين مستقلين، إضافة إلى شخصيات سورية عامة وناشطين. بادرة أمل من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مؤتمر المعارضة السورية في الرياض بادرة أمل لإحلال السلام في المنطقة. وكتب شتاينماير في مقال بصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية الصادرة امس الأربعاء أنه لا يمكن الانتصار على تنظيم داعش إلا باستراتيجية طويلة المدى تتضمن خطوات عسكرية وإنسانية وسياسية أيضا في المقام الأول. ودافع شتاينماير عن مهمة الجيش الألماني ضد تنظيم داعش في سورية والعراق، موضحا أنه يتعين اجتثاث جذور "شر الإرهاب الإسلامي" حيثما نشأ في سورية والعراق. كما أكد شتاينماير ضرورة إحلال الاستقرار السياسي في سوريا والعراق وإعادة كافة طوائف الشعب للمشاركة في العملية السياسية، مضيفا إن هناك لأول مرة حدا أدنى من التوافق على مستقبل سياسي لسورية عبر خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في فيينا الشهر الماضي لتحقيق الهدنة وتدشين عملية انتقال سياسية.